شغب اليرموك: الأزمة والدلالة
p dir=rtlما كان يجب أن تستمر المشكلة التي بدأت في جامعة اليرموك يوم الخميس الماضي، ثم تنفجر يوم الاحد بشكل اكبر ومفجع، في بلد مقبل على اختبار ديمقراطي، والمشكلة بين من؟ طلاب جامعة أنفقت الدولة وأهدرت مالا ووقتا لإدخالهم العملية الانتخابية تحت باب المشاركة وحب الوطن، في حين أنهم منقسمون مناطقيا وعشائريا، وأين؟ في جامعة تعد من أقدم جامعاتنا./p
p dir=rtlفي اليرموك كان الملك يحدث الطلبة عن المشاركة والحرية أيام كان رئيسها الدكتور محمد ابو قديس ويومها اشتكى الطلبة من الحرية، وقال الملك:احكو معي فيما إذا ضايقكم أحد./p
p dir=rtlذلك اللقاء كان يمكن أن يكون تأسيسيا لحالة حراك طلابي ووعي جديد، لكن للأسف لا الطلبة ولا إدارات الجامعات كانوا واعين او قادرين على تجاوز المسافة بينهم، ولا الثقافة العامة في البيوت أو الشارع مهيأة بعد لعموم الطلبة كي يتفاعلوا رغم وجود حالات محدودة ناشطة معرفيا وسياسيا وثقافيا./p
p dir=rtlشغب اليرموك الأخير كان فارقا، فبعد يوم الخميس الماضي صدر عن تجمع شبابي أطلق على نفسه تجمع شباب الرمثا في اليرموك، بيان نشرته المواقع، كان يُحمل إدارة أمن الجامعة مسؤولية ما حصل، لكن ليس هذا بيت القصيد، بل المهم أن الروح الضيقة والهويات الفرعية؛ القرية والعشيرة والمدينة والاقليم، هي أقوى حضورا من هوية الجامعة التي يفترض أنها تصهر الجميع في بوتقتها./p
p dir=rtlكثيرا ما سمعنا نداءات مناطقية في احداث مماثلة في جامعات مختلفة رغم أنها كانت اقل ضررا ./p
p dir=rtlومن يتفحص المكتوب على جدران القاعات او ممرات الكليات في الجامعات له أن يقرأ الفاتحة على كل ما نسميه جهودا وطنية لتفعيل مشاركة الشباب بالسياسة./p
p dir=rtlصحيح ان الصورة ليست قاتمة تماما، فهناك نسبة قليلة من الشباب الواعي والمثقف، بعضهم يشارك بفاعلية، وهناك من لهم اهتمامات ادبية، لكن ثمة حقائق مرة ومحزنة، مثلا صادف ان كنا قبل اسبوعين في إحدى الجامعات، وسألنا مجموعة طالبات عن اهمية الجامعة، وكان حديثهن جيدا، ولما ُطلب اليهن إعادة الكلام امام كاميرا التلفزيون الاردني، اعتذرن وغادرن فجأة؛ خوفا من أهاليهن.!! والسؤال كيف سيصبحن قيادات في مجتمعهن ما دام الخوف معششا في التربية الأسرية والبيت والجامعة والعقل؟/p
الحقيقة المرة أن حضور العشيرة والمدينة أقوى من اي هوية أخرى لدى عموم الطلبة، وقد ساهمت سياسات التعليم العالي في القبول وفي التعيين في تكريس جزء من المشكلة، إلى جانب تضخم الروح السلطوية لدى إدارات بعض الجامعات ومساهمة بعض الاساتذة في تعزيز الروح المناطقية وأسباب اخرى، لكن يظل شغب اليرموك ومن قبل شغب جامعة البلقاء في الصيف الماضي وبعض الأحداث في الاردنية ندبة كبيرة في وجه كل الجهود الرامية لإحلال الحرية بدل الاستبداد في الجامعات.
span style=color: #ff0000;الغد/span