زيارة البابا واحترام الحياة المشتركة للأردنيين
هي زيارة حج يبدأ فيها البابا تعريف العالم على عهده، فرجال الدين الذين خدموا ثلاثين أو أربعين سنة في تطوعهم الديني زاروا الأردن وفلسطين وكل موقع مؤثر في هذا العالم، وتعرفوا إلى حياته وحياة ساكنية وقضاياهم ومصائرهم!!.
وحج البابا فرنسيس إلى الأردن، ليسجل أنه البلد الأول الذي زاره يحمل أكثر من معنى، ولكن قصده الأساسي هو اشهار رضاه ودعمه لنوعية الحياة الدينية في الأردن، في منطقة تشهد نمطاً متمادياً من تهجير المسيحيين، فقد اثبت الأردن أنه البلد الأكثر التزاماً بالروح القومية العربية، والتزاماً بالحرص على التنوع الديني والمذهبي والعنصري، والتزاماً بحقوق الإنسان، وشريعة المجتمع المدني.
والمغطس الذي يزوره البابا من المواقع الدينية الأردنية، هو كشف حديث عن الأمكنة التي كانت شهدت تعميد المسيح على يد ابن خالته يوحنا، الذي عرّف نفسه بأنه: الذي لا يستحق أن يفك سيور حذائه.. وبأنه ليس المسيح!!. فهذا الكشف الذي اعطته وزارة السياحة والآثار إلى الأردن والعالم، تحوّل إلى تجمع كنائس لكل الطوائف اللاتينية, والروسية, والارثوذكسية, والبروتستانية.
فالكتاب يقول: إن العماد يشترط الماء الطاهر وهذا متوفر فقط في نبع الخرار الذي يصب في نهر الاردن, وهو شرقيه. ويقول ان الناس اقاموا البرك على الشاطئ الشرقي لابقاء الخدمة الدينية مستمرة.. وهذه البرك موجودة اثارها الواضحة. وقد تشارك اركولوجيون علماء كنيسة في الاكتشاف, واتفقوا على ان هذا هو مكان العماد الحقيقي!! فالماء هو مادة التطهر في الاسلام والمسيحية والبوذية وغيرها!
نكتب عن زيارة البابا فرنسيس.. ونكتب عن بلدنا الذي استحق هذا الاحترام العالمي. فالحج لا يكون للماء وللحجارة القديمة, وانما هو للبلد, وللشعب, وللاعتدال وشراكة الحياة بين الاردنيين!
نرحب بالزائر الكبير. ونحن اكثر ما نكون اعتزازاً ببلدنا, وبقيادته وبشعبه!
الرأي