رد غاريوس النعمان على مقال "الظهور المفاجئ لأمير الغساسنة"

رد غاريوس النعمان على مقال "الظهور المفاجئ لأمير الغساسنة"
الرابط المختصر

(تالياً الرد الذي أرسله غاريوس النعمان الملقب بـ"أمير الغساسنة" إلى عمان نت رداً على مقال "الظهور المفاجئ لأمير الغساسنة" للزميل محمود منير، المنشور بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 على الرابط التالي: http://ar.ammannet.net/news/238681)

 

رغم أنني ولدت وترعرعت في المنفى في البرازيل إلا أنني رجل عربي قلباً وقالباً. لذلك، لا يمكن أن أكون بعيداً عن الوضع الفلسطيني. ولست محايداً بأي شكل من الأشكال بشأن معاملة الحكومة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني بل أشعر بالإستياء إزاءها. وأشعر بالخيبة من تصرفات وآراء سياسيي اليمين الإسرائيلي، وأعرب عن استيائي حيال انتهاكات الحكومة الإسرائيلية للقانون الدولي.

من وجهة نظري فإنني لا أرى جدوى من استخدام تلك الحقائق ذريعة للحفاظ على الاستراتيجية العنيفة نفسها التي كانت ولا زالت غير ناجحة بدرجة كبيرة خلال العقود الستة الماضية وأكثر، وأن الصراع العنيف هو لصالح إسرائيل وليس الفلسطينيين.

قد ثبتت نظريتي ليس فقط من خلال الخطاب الفلسفي، لكن أيضاً من خلال النتائج على الواقع، ومن السهل عليك أن تفهم وجهة نظري من خلال معدلات القتل والدمار في أي نزاع بين إسرائيل وفلسطين، إذ يشل العنف فلسطين بشكل هائل وبالكاد يخدش إسرائيل، فهو دائماً لصالح الأقوى. وبالتالي، فإن مسار الحرب هي لصالح إسرائيل. إذا كانت لديك مشكلة مع شخص أقوى منك، فهل من الحكمة أن تقوم بحلّها بالمعركة؟  بالطبع لا. الفلسطينيون والإسرائيليون يسيرون في هذا الطريق الدموي أكثر من خمسين عاما،ً وماذا تحقق للشعب الفلسطيني؟ لا شيء على الإطلاق. لذا، فإن استمرار هذا الطريق الدموي يضر الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين.

إذا واصلنا استدعاء أخطاء الماضي لن نحقق أي شيء أبداً، ولهذا السبب أدافع عن حل الدولتين الآن. هل هذا عدل؟ أو أنه ليس مثالياً! لكنه الحل الوحيد لتجنب المزيد من المعاناة للفلسطينيين. عندما يكون أحدهم مديناً لك بالمال، ما هو الأفضل، هل أن تتخذ ما يمكنك الحصول عليه الآن ومحاولة الحصول على الباقي في وقت لاحق أم أن تعود الى البيت بجيوب فارغة؟ الفلسطينيون يعانون وهم بجيوب فارغة الآن.

إن مشروعي الذي يدعى "أبناء إبراهيم" يعني أن إبراهيم هو الجد الأكبر المشترك للديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، وهو أيضا نبيُّ لها جميعاً. لذلك، هو نقطة اتحاد يدعو إلى السلام والوئام بين أناس يفترض أنهم "إخوة وأخوات". يتقبل الإسلام هذا المفهوم ويصفه بـ أهل الكتاب"، مشيراً إلى أن جميع الديانات المذكورة أعلاه لها كتبها الخاصة بها. لذا، فإن مفهوم "أبناء إبراهيم" لا يعني: "لننسَ الماضي ولنكن جميعاً أصدقاء!" بل يعني في الواقع، "بما أننا ينبغي علينا أن نتعايش، لنجد أفضل طريقة للقيام بذلك." كما هو الحال في الجو الأسري، ليس عليك أن تتفق مع إخوانك وأخواتك في كل شيء، لكن عليك أن تحترمهم وتعيش معهم في سلام. عملياً، الناس الذين ينتمون إلى تلك الديانات الثلاث يتفقون بنسبة 90٪ على كل شيء. سؤالي هو لماذا لا يمكننا أن نعيش وفق الـ90% من الأمور التي نتفق عليها بدلاً من الاقتتال بسبب الـ 10٪ من الأمور التي نختلف عليها؟

بغض النظر عن ديانتي فإن لدي واجب نحو الغساسنة المسيحيين والمسلمين، وأن أعاملهم على قدم المساواة. إنني أحب وأعجب بالدين الإسلامي. أؤمن بإله واحد، وأحترم النبي محمد (صلعم) كأحد  أنبياء الله. في الواقع، فإننا إلى هذا التاريخ قمنا في الأردن بمساعدة مسلمين أكثر من مسيحيين. خلال زيارتي للشيخ عبد الكريم الخصاونة، المفتي العام للأردن، وبصفتي الرئيس الرسمي للغساسنة فقد ألغيت مرسوماً عمره خمسة عشر قرناً، والذي صدر عن جلالة ملك الغساسنة الحارث أبو شمور في العام 583 ميلادياً، مانعاً الغساسنة من تغيير ديانتهم أو الزواج من شخص ينتمي إلى ديانة أخرى غير المسيحية. ومع أن هذا المرسوم رمزي، فإن إلغاءه يضفي الشرعية على جميع الغساسنة غير المسيحيين أن يكونوا جزءًاً من عائلة واحدة في جميع أنحاء العالم. وهذا الإلغاء يعتبر خطوة إلى الأمام لتعزيز التعايش السلمي وحقوق الإنسان لجميع الناس على حد سواء.

لا تعني الأمثلة التي أستخدمُها في المقارنة بين الغساسنة والإدعاء الإسرائيلي تأييداً لإسرائيل. يسألونني باستمرار، خاصة في الغرب، عن مدى ملاءمة الغساسنة لعصرنا هذا. وحجتي هي أنه إذا أعطى المجتمع الدولي دولة لإسرائيل على أساس الأسباب التي شرحتها الوثائق مثل وعد بلفورد، فإن الغساسنة لديهم المطالبات والحقوق القانونية نفسها بأن يعترف بهم المجتمع الدولي على الأقل. فنحن نشكل أكثر من 15 مليوناً موزعين في أنحاء العالم اليوم. ولا نطالب بأرض فقط من أجل الإعتراف التاريخي والثقافي.

وفي ما يتعلق بأنشطتي المهنية، فأنا عضو في مجلس إدارة "مجموعة سمسون" وحالياً هم موجودون في 14 دولةً. كما أنني أيضاً عضو في مجالس إدارة شركات أخرى. وأملك شركتي إنتاج في الولايات المتحدة، وأنا في الغالب صاحب منتجات تجارية. إن انخراطي في التجارة هواية أكثر منه مهنة فعلية.

إن موقعي رئيساً رسمياً للغساسنة يعترف به ليس فقط القانون الدولي فحسب، من اتفاقية نيويورك للتحكيم لعام 1958 والمعاهدة الدولية التي وقعها المغفور له الملك حسين في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1979 وحالياً من قبل 148 دولة - بل أيضاً حكومات عدّة في الغرب والشرق الأوسط على حد سواء. من بين العديد من الجوائز التي حصلت عليها في الولايات المتحدة والبرازيل، فقد حصلت على "اعتراف خاص من الكونغرس الأميركي" في شهر حزيران/ يونيو عام 2014. كما اعترفت بي الأمم المتحدة وكافأتني هذا العام.

حزت على لقب النبالة من قبل البطريرك فؤاد الطوال هنا في عمان الذي يمنحه البابا فرانسيس. كما التقيت العديد من السياسيين الآخرين ورؤساء الدين في الشرق الأوسط الذين اعترفوا بي مثل: البابا تواضروس الثاني والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومفتي الأردن، والعديد من السياسيين وأفراد الأسرة المالكة. تلقيت رسائل تحية حول كتابي من أمير ويلز تشارلز، ومن ملك وملكة النرويج.

غاريوس النعمان

 

 

أضف تعليقك