لا احد يدري عن روزنامة الاحداث في الاردن, فكل شيء يتم بالقطعة, والكل في حالة انتظار, وكأننا نجلس في قاعة ترانزيت, لا نعرف ساعة الانطلاق.
ذهبت حكومة الخصاونة, بعجرها وبجرها, وتشكلت حكومة الطراونة, ومع اننا نعرف انها حكومة الهدف الواحد, إلا أن رئيسها يحاول ان يوسع بيكار عملها, واخرها فتح موضوع إعادة النظر في الضريبة التصاعدية, لكننا لم نسمع حتى الان جملة واحدة حول قانون الانتخاب.
سمعنا عن إعادة النظر في السلع المدعومة, وعن حزمة اجراءات وقرارات اقتصادية موجعة ضد المواطنين, لكن اكثر ما يستفز عندما يصرح رئيس الحكومة الجديد انه يريد أن يصلح الجانب الاقتصادي.
لم يبق مع عمر الحكومة سوى اقل من شهرين, وسوف نضيع شهرا ما بين بيان الثقة من الحكومة وخطابات النواب والتصويت, وبعدها يبقى شهر لقانون الانتخاب, فعن اي اصلاح اقتصادي يتحدث الطراونة?
نعلم جيدا حجم الواقع الاليم للموازنة العامة للدولة, ونعلم اننا بحاجة الى جراحات قاسية, لكننا نتابع أخبار العالم الغارق في الديون وفي المجاعات والقلاقل.. وعالمنا العربي الغارق في دمه, حيث بات يطبق القول المأثور بيدي لا بيد عمرو, ففي السابق كان الأعداء هم من يسفكون الدم العربي, أما الآن فإن السفك صناعة عربية تمارسها أنظمة وأجهزة أمنية وجيوش ضد مواطنيها.
لا أفهم كثيرا في الاقتصاد, لكن لو سألت الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الوضع لديه وسط بحر الديون المالية والخسائر في أفغانستان فلربما لن يعرف كيف يجيبك, ولو سألنا الأوروبيين فإنهم هم أيضا لم يعودوا يعرفون كيف يعالجون أزماتهم المتلاحقة.. والشيء نفسه في آسيا, حيث ثمة تحذيرات من أن انهيارات اقتصادية في عدة دول, حتى اليابان وجدت نفسها مقترضة أكثر من ناتجها القومي, فشعار العالم الآن اقترض ولا تسدد.. بل ارفع سقف الاقتراض.
الرخاء الاقتصادي للدول الصناعية الكبرى كأمريكا بني على باطل من التقديرات الاقتصادية الكاذبة, وهذا يعيد إلى الذاكرة نكتة توضح كيف أن الاقتصاد العالمي بني على خدعة الاقتراض والوهم.
يحكى أن سائحا أمريكيا ذهب إلى فندق في إحدى الدول, وطلب غرفة, ووضع أمام صاحب الفندق 100 دولار, وطلب معاينة الغرف لاختيار واحدة.. فأعطاه الموظف المفاتيح ثم أخذ المئة دولار وخرج ليسدد بها دينا للجزار, فأخذ الجزار المئة دولار وتوجه إلى تاجر المواشي وسددها من حساب دين بينهما, فتناول تاجر المواشي المئة دولار وذهب إلى تاجر الأعلاف ليسدد ثمن علف اشتراه, فالتقط تاجر العلف المئة دولار وتوجه إلى امرأة لعوب فدفع لها المبلغ لقاء خدمات سابقة, فتناولت المرأة المئة دولار وسارعت إلى صاحب الفندق لتسديد أجرة غرف استأجرتها لزبائنها في أيام سابقة, ففرح صاحب الفندق بالمئة دولار, وهنا نزل السائح الأمريكي وقال لصاحب الفندق إن غرف الفندق لم تعجبه, واستعاد المئة دولار ومضى.
span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span