.. حتى آخر فلسطيني!

.. حتى آخر فلسطيني!

لم تسع واشنطن لتهدئة عواصف الدم في غزّة، وإنما تركت لنا هذا الدور.. إمعاناً في الإهانة للذين لا يعقلون!.. والحمد لله أننا لم نقم بهذا الدور في الحاضر، ولا في الماضي.. ولا في أي وقت!.

ما الذي يمكن أن يفعله فلسطينيو غزّة؟!. هل يتمسكون بـ«التهدئة»، وسحب الصواريخ لقاء وقف القصف الإسرائيلي؟!. طيب وما هو بديل الحصار البري والبحري والجوي؟. وما هو بديل التجويع والاذلال؟ وأي «تهدئة» تشمل كل هذا؟!.

نشعر بالحزن ونحن نلاحظ تردّد حماس في قبول «التهدئة». لأنها تقبل ضريبة الدم.. بانتظار أن يفهم الأشقاء والعالم إنهم مستعدون للمذابح إذا كانت توصلهم إلى شيء.. إلى لقمة الخبز الشريف.. إلى بعض الحرية والكرامة.. إلى وقف التجبّر الصهيوني!.

إلى متى يدفع الغزيون ضريبة الدم دون مقابل؟ نحن الذين نخاف من نقطة الدم في المختبرات الطبية لا نملك حق تحديد المواقيت.. وحدهم أهل غزة هم الذين يملكون القرار!.

أمس طالبت الأحزاب المصرية بموقف حكومي غير مبادرة التهدئة!. ولا يعرف أحد لو جلس مكان المشير السيسي ما الذي يمكنه أن يفعل!!. فالرد على هذا النمط من الحرب لا يكون إلا بالحرب. فهل مصر قادرة الآن؟.. هل أن العالم العربي قادر الآن؟.

... الرد العسكري يا سادة لا يكون هكذا، فالحرب هو الإعداد لها، وحساب مخاطرها، ومصر والعرب ليسوا في حال من يريد أن يحارب.. نملة!! لأننا حاربنا مصر، وحاربنا أنفسنا إلى الحد الذي لم نعد فيه قادرين على الوقوف على أرجلنا!.

لا السيسي، ولا مرسي ولا مبارك كانوا قادرين إلا على.. «التهدئة», وحماس قبلت بها مرّة وثانية وثالثة. وإذا كان القرار توزع في غزّة بين حماس والجهاد وعشرات المنظمات الصغيرة المفتتة، فلا أحد يملك الضغط على هذا الخليط، ويجعله يقبل.. بالتهدئة!.

أمس سمعنا من احدى الإذاعات اللبنانية التي ترفع الصوت بالمقاومة والممانعة.. ورئاسة الجمهورية انها تحيي «صمود غزّة»، وشجاعتها، وتعد المقاومة الفلسطينية بالدعم حتى النهاية!. نهاية ماذا؟!

أهي نهاية الدم والدموع ورعب الأطفال وجوعهم؟ هل وصلنا في بطولة مواقفنا إلى الحرب.. حتى آخر فلسطيني؟!.

الرأي

أضف تعليقك