توجيهي 99.5 % وانتخابات عربية..!؟؟

توجيهي 99.5 % وانتخابات عربية..!؟؟
الرابط المختصر

-1-

حصل طالب اردني استثنائيا على معدل 99.5 % في انتخابات الثانوية العامة لهذا العام (!!!)، وللمصادفة انني اعرف هذا الطالب قبل ان يُفطم ، او على وجه الدقة اعرف اهله واجداده واعمامه واخواله وحاشية البيت وبعض الشارع حيث يسكنون ، لم اصطدم بهذا الرقم الذي لا يشبه عرضيا الا ذات الرقم الذي كنا نسمعه حال انتهاء اي انتخابات رئاسية عربية ، الطالب الذي اقتنص رقم 99.5 % بالتاكيد استفذ ما لم تستنفذه طاقة اي رئيس عربي للحصول على ذات الرقم في انتخابات عامة ، تعترض على نزاهتها الدول الراعية للرئيس نفسه..!

-2-

الحصول على رقم 99.5 % باعتقادي الشخصي ليس في حدود المألوف والمعقول ، هو خارق للمستوى السائد ، لا يناله الا عدد محدود من الشباب العربي اكثرهم يجد نفسه في كامبردج وهارفارد واكسفورد ، ويغيبون عن عالمنا العربي ولا نراهم الا في الزيارات التي نتمناها بين حين ، والرؤساء العرب الذين يعشعشون في العالم العربي ولا يغيبون عن العالم العربي الا في الزيارات التي نتمناها لهم ايضا كل حين..(!!)..!

-3-

عودة الى الطالب النحيل جدا محمد اديب الزميلي ، صاحب الرقم 99.5 الذي كان عمه الصديق الدكتور امجد الزميلي يحمله رضيعا في سهراتنا المنهكة من هزيمة الخليج الثانية ، التي لم يشهدها ولا طلبة الجامعة اليوم ، وهي بالنسبة لهم حال هزيمة 67 التي نسمع ونتحسر ولا نعرف عنها الا ما جلدتنا به الكتب وبقية اشرطة الاذاعة المصرية المنهكة كذلك ، الطالب الزميلي الذي تفوق على بعض الزعماء العرب اذ يتواضعون ، فالنسبة التي بدأت بالرقم 99.9 ، تر اجعت مع تواضع الرؤساء الى 97 لكن محلليين كثر يعتقدون ان رقم 99.9 ربما يعود قريبا مع ترشح السيد جمال مبارك لانتخابات الرئاسة المصرية ، المهم ان جهد الرؤساء لم يعد بما هو اهل للحديث عنه وقد وصل لسدة الرئاسة العربية من لا يحسن فك الخط بالابجدية فقط ، وبالرقم نفسه ، فيما تفرخ لنا العقول العربية اسماء لا نسمع عنها الا بعد ان تمنحهم الدول التي تحترم عقولهم شهادات تساوي ما يوازي عقولهم المهمشة والمؤرشفة لدى مؤسساتنا الغائرة في الفساد والمال ، كحال احمد زويل اواخر التسعينات ونحن نسمع عن الرئيس الامريكي بل كلنتون بعد ان وجه ضربة عسكرية للعراق والسودان يفتخر بحصول الامريكي زويل على نوبل للكيمياء..!

-4-

في العالم العربي نفط ومال ومياه وغاز و زعماء كبار (!!) ، ينفق العرب على شراء الذهب ما يعادل ميزانية دول الغرب المتقدمة على الجامعات ، نمتلك كل وسائل التطور المادية العملاقة ، لكننا لا نمتلك جامعة واحدة تنافس مع اول الف جامعة في العالم ، ذلكم فقط لان العقول العربية الخارقة وهي موجودة تتسرب الى حيث تجد نفسها ، ولذلك نضع الايادي على القلوب الخافقة كلما سمعنا عن حالة ابداع عربية في التعليم والتقنية ، اننا نخشى ما نخشاه ان تصير الى مصير يزيد من حجم التخلف العربي المسيس والمبرمج ، هجرة العقول والقلوب والنفوس وبقاء العالم العربي خاويا الا ممن يحصلون في الانتخابات على ارقام لا نعرف اي جهد بذلوه فيها ، ومن الذي منحهم اياها..!