تسلل وهروب وأخطار
في الفترات الاخيرة ازدادت الاخبار الصادرة عن القوات المسلحة حول اشتباك متسللين من سوريا ، او محاولات ادخال اسلحة الى الاردن بكميات ، او هروب مقاتلين من سوريا الى الاردن ، او محاولات التسلل عبر الحدود الاردنية الى سوريا.
كل هذا جزء قليل من العبء والمهمة الكبيرة التي تتحملها القوات المسلحة والاجهزة الامنية المختلفة منذ أكثر من ثلاث سنوات هي عمر الازمة السورية.
لكن الجديد في هذه المرحلة ان تطورات الميدان في سوريا تقول ان جزءا من المعارضة المسلحة دخلت في تسويات مع الجيش النظامي ، وهناك انتصارات للجيش السوري دفعت بفئات من المقاتلين الى الخروج خارج سوريا ، ولهذا نجد محاولات للتسلل للدول المجاورة لسوريا ، ونسمع عن اشتباكات على الحدود اللبنانية والاردنية ، بينما يختلف الوضع على الحدود التركية لأسباب تتعلق بغياب سيطرة النظام على تلك المناطق.
وايضا نشهد محاولات للعودة من مقاتلين ذهبوا الى سوريا ثم تكونت لديهم قناعات نتيجة التجربة المريرة او ضاقت عليهم الامور هناك ، فضلا عن احتمالات للتسلل لاسباب أمنية وربما تفكير لدى هؤلاء بالقيام بعمليات عسكرية في الساحات المجاورة لسوريا.
وهناك عمليات التجارة بالسلاح من ساحة فيها كل الاسلحة وفوضى وتجار حروب في ظل ازمة معقدة مثل الازمة السورية ، لايمكن استبعاد أي خيار او احتمال ، فالمعارضة المسلحة المتشددة تخوض حربا داخل بيتها ، فالقاعدة بأسمائها الحركية من جبهة النصرة او دولة العراق والشام (داعش) ما زالت تخوض قتالا شرسا مع بعضها البعض ، فضلا عن التفكك الذي تعانيه بعض التنظيمات المسلحة وما يترتب على هذا من هروب او محاولة خروج من الساحة السورية الى دول الجوار.
لا يعنينا ما يحدث في الساحة السورية لكن التعامل معه وفق ما يخدم المصلحة الاردنية ، وأمن واستقرار الدولة والاردنيين ، لهذا فالتداعيات للعمل الميداني هنا ينعكس على اعداد اللاجئين السوريين الى الاردن ، كذلك يفتح الباب امام هروب او محاولة تسلل مقاتلين من سوريا الى الاردن ، وهذا يعني أعباء اضافية على القوات المسلحة والاجهزة الامنية تضاف الى اعباء متزايدة خلال سنوات مضت وما زالت.
ربما من واجبنا نحن المواطنين ان ندرك هذه الاخطار والاعباء ، ليس فقط لزيادة مساحة التقدير والامتنان للمؤسسة العسكرية والامنية ، بل لندرك ايضا ان حسن ادارة هذا الملف الشائك منذ سنوات قصة نجاج اردنية ، وفضل من الله تعالى على هذا الوطن ، ثم حكمة قيادة وحسن ادارة مؤسسات مفصلية ووعي الاردنيين.
الرأي