ايها الاردني:" ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك"..!

ايها الاردني:" ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك"..!
الرابط المختصر

-1-

لعلنا او لعلني كنت افتقر ما لا يفتقره صديقي ابن الأردن الذي يحمل ، بفضل شهادته ، جواز السفر البريطاني لأنني استسلمت وخرجت وبقي صديقي يتلاسن مع السادة اصحاب مطعم الحمص والفول الممتد بشارته السياحية من شارع المدينة المنورة ، استسلمت وخرجت وابى صديقي الذي قال بالحرف الواحد ، للقائمين على المطعم ان الذي سمح لكم ببيع صحن الحمص وملحقاته وضرائبه بسعر وجبة مشاوي او منسف بمطعم مجاور له ، على السيد وزير التجارة والسيد وزير السياحة وشرطة امانة العاصمة ان تتولى اخراجه من المطعم لانه وحالي حاله قدمنا قطعتي كيك لابنائنا في المطعم ، الصديق الطبيب الذي يعي ان اكثر من ربع سكان الاردن والشرق الاوسط لا يأكلون البقوليات ، بفعل نقص ما يسمي بانزيم ج بي 6 الذي يسبب حساسية مفرطة للبقوليات ، وكان احضار قطعتي كيك للاطفال من الخارج هو الحل ،ابى القائمين على المطعم بكل ما يمكن وصفه من قلة الذوق العام ، وغياب ادنى صورة للحس السياحي على حد تعبير صديقي من الذي منحهم هذا الحق الذي لا يمتلكوه ، اختصرت الامر واجبرت صديقي وعائلته وانا كذلك وخرجت مقاطعا هذا الهراء الى ابد الابدين..!

مازلت منتشا بما فعله مواطن اردني ناشط بحقوق الانسان ولعله محامي كما قرأت ، اذ تقدم بشكوى قضائية على المطعم الذي منعه ان يدخل بالدشداشة التقليدية الاردنية الى مطعم اردني ، (هكذا!!) رغم ان ملايين الاخوة الخليجيين يرتادون ارقى المطاعم السياحية في غرب العالم وشرقه بزيهم التقليدي ، ولو اعترض مطعم هامشي في ولاية غربية هامشية لانتفخت أوداجنا بالحديث عن الطائفية اليمينية التي تجتاح العالم ، لا امتلك ما امتلكه الرجل ولا الجدال الذي امتلكه صديقي كذلك ، ولا حتى الوقت وانا في الاردن مجرد زائر ، حالنا المغتربين ، نذهب غرباء ونعود غرباء ، كلنا ابو ذر ، لكن لا نخرج شاهرين سيوفنا على الناس، نستسلم لان الغناء على جوع ، يعربد في هذا الوطن على نحو غريب ، صاحب المطعم الذي لا يعرف ان منع مواطن بكامل حقوق المواطنة من استباحة مطعمه بالدشداشة يضر بسمعة تجارته ، واكل قطعة حلوى بيد طفل في مطعم ( مناسف الحمص!!) يضر بثروة صاحبها وذوقه وكياسته ، باختصار (عيب!) هذا ادنى ما يقال لو انكم تعلمون..!

-2-

الرقابة غائبة وغائرة ولا ادري ماذا يحصل ..!

الذي يسمح لمطعم سلسلة امريكية جنغل فوود بطرق الابواب وحرمة البيوت يستجدي بيع كوبونات عرض اجبارية للمواطن ، عليه ان يسأل من الذي منحه رخصة استباحة البيوت خبط عشواء ، الذي يعلن عن رحلة سياحية عبر الصحف الرسمية بسعر مثبت ثم يجبر المنتسبين على دفع ضعف المبلغ بعد ان يصيروا الى الامر الواقع ، لست بعيدا وقد سجلت ابني بنادي صيفي بسعر مثبت باعلان رسمي ، يشمل دخول المسابح والالعاب الملحقة وبعد التسجيل يطلب منه ان يدفع فوق المسجل 5 دنانير اضافية عن كل يوم ، اعلان عن فرش سيارة فاخر وجلد بسعر مغري ، اتفاجأ بعد ان اكمل السيد التركيب انه يطلب 4 اضعاف السعر ، يطوقك بالمبررات ، تدفع وانت صاغر ، مطعم وجبات عربية يقول احد اهم زبائنه انه يعتمد على رجال الاعمال العراقيين ، ويفضل ان يضع عبارة محجوز تهربا من اجتياح الزبائن الاردنيين ، الذين لا يدفعون ما يدفعه رجال اعمال عراقيون استنزفوا النفط ، وجاءوا يتسوقون في مولات عمان و يتغدون في مطاعمها ويختمونها بالشيش الارستقراطية التي لا يحتملها ابناء الاردن..!

الذي يقضي يومه من الصباح حتى يقفل اخر مقهى ، مستهلكا لكل شيئ كيف يعمل واين يعمل ومن اين له ان يرفد كل هذا ببنك ، لا يطيقه الاردنيون ، فهذا نزيف النفط يصب خيراته او غضبه علينا هنا..!

-3-

كبدي عليك !

يا ايها المواطن الاردني ..!

كم تتقاضى راتبا تعود به من عمان الى فقوع او الشونة او القطرانة او بليلا يوميا..!

مالك يكفيك وبعض ترفك الذي تعرف ولا يعرفون ، لعلك تبلغ منتهى ان يصير لك سكن كريم بعد ربع قرن يستهلكه المارون على ترابك او الرابضون عليه ، ويمنع طفل ان يتناول قطعة حلوى في مطعم فول ، ترفعا باتكيت لا تعرفه انت الاردني الفلاح البدوي ويعرفه الذين انتفخت جيوبهم من لحمك وارضك ، ويمنع ناشط حقوقي ان يرتدي الزي الاردني في مطعم اردني..!

ايها الاردن الناشز في بلد تتجاوزك وتتجاوز وجودك انت اليوم يتيم كفقرك في بلدك والآخرون يصنعون بأموالهم آباء جُدد واوطانا جديدة، لا اعرف هل وخزني كل هذا شعور المواطنة بمشهد طفيف ، ام ان الامر قد جاوز حدود المواقف و استوطن الأغراب واتوا على كل أشيائي الحبيبات على رأي كاظم الساهر..!

-4-

مليون محرك يلعب في هذا الوطن ، فلا يكون الأردني أخرهم ..!

فلا مناص لو نسب الاردني الى الاردن او نسب الاردن الى الاردني ، الذين يأتمرون به ليقتلوه ، يقتلوا وجوده وكبريائه وقراره ، لعلهم واهمون ، فلا رهان معه الا ان يكون موجودا ، وليس ثمة وطن يتسع لصهيل الخيل الاردنية غير هذا الافق من هنا من عمان الى جناحه الايمن الذي يوغل في الجنوب وجناحه الايسر اذ يوغل في الشمال ، وليس السفح بملعب للنسور ، هذه النسور لو جلجلت منها زعقة ، تمتلك الكثير ان تدوي وتمتلك الكثير ان ترد القوس الى باريها ، والخيل الى خياليها..!

افسحوا قليلا فليس كل ما في الأوطان يباع ويشتري مثل الاسواق المحتكرة وتكبر على حساب زغب الحواصل من الأردنيين ، لا يمتلكون الا الاردن ولا يمتلك الأردن الاهم..!