انتخابات بنكهة القهوة
قرأت خبراً مفاده أن زيت الزيتون يكافح امراض القلب وتصلب الشرايين!!.
الخبر مفرح لأننا في الاردن والمنطقة نتناول زيت الزيتون في وجباتنا الغذائية باستمرار, ولكن ما نخشاه هو أن تزيد نسبة استهلاك الزيت كدواء فترتفع اسعاره بزيادة غير مبررة من قبل التجار او ان تفرض الحكومة ضريبة جديدة على زيت الزيتون.. ويصبح زيت الزيتون من الكماليات او المواد المحظوظة التي لا يتناولها سوى فئة ما فوق الطبقة المتوسطة تصاعديا.
وعندما كنت اقرأ عن فوائد زيت الزيتون, لفتت نظري صورة منشورة للرئيس سمير الرفاعي يتحدث الى احد التجار في مدينة اربد الى جانب كومة من البن المحمص, واعتقد ان الحديث كان يدور حول الاسعار والانتخابات معا, خصوصا ان الرئيس الرفاعي هو القائل بأن الحكومة الغت الاعفاء الضريبي على البن (القهوة), كما فرضت ضريبة على البنزين, وفي الحالتين زادت اسعار السلعتين على المواطن واثرت سلباً على ما في جيوبه من مال تتناقص قدرته الشرائية امام ارتفاع الاسعار في الاسواق, والتي نخشى ان تواصل الارتفاع في شهر رمضان رغم تطمينات الحكومة!!
وبالنسبة للقضية المهمة الاخرى التي شغلت بال الحكومة في جولات الرئيس هي مسألة الانتخابات التي تطبخ الآن على نار هادئة رغم ارتفاع اسعار الوقود, وارجو ان تكون انتخابات نزيهة وشفافة وبنكهة القهوة أيضا, فأنا اخشى أن تأخذ كاسات الشاي مكان فناجين القهوة في امسيات شهر رمضان حيث ستكثر وتزداد وتزدهر السهرات الانتخابية التي أتمنى ان تنتهي كلها على خير وبعيدا عن العنف و"الهوشات" العائلية.. التي اصبحت ظاهرة مجتمعية بديلة للحوار الديمقراطي وروح التسامح في المجتمع المحلي..
وعلى صعيد شخصي انا مسرور بالانتخابات النيابية, لأن وجود مجلس نواب ضرورة تشريعية رقابية سياسية اقتصادية مجتمعية, مهما كان رأي الآخرين به, فلا يوجد شعب في الكرة الارضية يبتهج بحل مجلس النواب وتغييبه, لأن القاعدة الديمقراطية الاولى تؤكد ان غياب مجلس النواب هي حالة فراغ تغري السلطة التنفيذية بالتغول والاستبداد, وهذا هو رأي الفيلسوف البريطاني جون لوك الذي تحدث عن فصل السلطات قبل اكثر من 300 عام وهو صاحب كتاب "رسالتان في الحكم" الذي تضمن آراءه التي تقول ان الوظيفة العليا للدولة هي حماية الحرية وان على الحكومة الحفاظ على حقوق الشعب وحريته...
يبقى ان اهمس للرئيس باصدار تعميم للمسؤولين بالتوقف عن استخدام عبارة "انتخابات نزيهة وشفافة" لأن تكرارها احدث شيئا من التشبع الذي يبعث على القلق والشك عند المواطن, ولأن هذه العبارة اصبحت وسيلة للدعابة والتندر والمرح في الشارع السياسي الخبيث كما في الشارع العادي البريء أيضاً!!