شخصيا لا أعرف نقيب المعلمين ، مع كل الاحترام له وظننت أنه ممثل حزب جبهة العمل الاسلامي في الاجتماع الاول لملتقى الاحزاب والنقابات الذي عقد مؤخرا ،ولكني أستغرب حالة الهجوم غير المبرر على نقابة المعلمين بحجة أنها تدعو الى إضراب للمعلمين ابتداء من السابع عشر من الشهر الحالي وذلك قبيل موعد بدء العام الدراسي الذي يصادف في الرابع والعشرين من ذات الشهر .
ماذا تريدون من نقابة المعلمين التي ناضلنا جميعا من أجل أن تقوم ،قوى مجتمع مدني وأحزابا واعلاما ومعلمين ، وقوى حية وبرلمانات متعاقبة هل تريدون منها ان تصم أذانها عن مطالب المعلمين وأن تقول لا نحن لا نمثلكم ، أنتم شاركتم في الانتخاب وعلى الدنيا السلام ،لا يمكن أن نطالب النقابة بمثل هذه المواقف ، فهي نقابة حية وتمثل شريحة مجتمعية ولم تقم بأي أدوار خارج نطاق الدفاع عن أعضائها أو عن قضايا الامة في غزة وفلسطين وغيرها من القضايا الساخنة .
لا أفهم كيف نكون ديمقراطيين ولا نقبل خيارات ديمقراطية للمعلمين في اختيار ممثليهم ونقوم بالتحريض على نقابتهم لا لسبب سوى الانحياز لمطالب الفئة التي تمثلهم ، أفهم لو أن الاضراب جاء متزامنا مع الاستحقاق الدراسي تكون هناك وجهة نظر قابلة للمناقشة لأنها قد تكون عاملا مؤثرا في الحياة الدراسية للطلاب والمجتمع ، لكن النقابة وبمنتهى الحرص الاجتماعي حددت موعدا للاضراب يستبق موعد بدء العام الدراسي ،وتركت الكرة الان في يد صاحب القرار التعليمي والحكومي في الاستجابة لمطالبهم وكفى المؤمنين شر القتال وهي بالمناسبة ليست مطالب تعجيزية ولا هي خارجة عن المألوف ويمكن الاجتماع بهم عند تنفيذ الوقفة الاحتجاجية المقررة الخميس عند الـساعة الثانية عشرة ظهرا أمام وزارة التربية والتعليم ، وذلك قبيل شروعها بالإضراب المقرر يوم الأحد المقبل،والوصول الى حلول وسط، فهم فئة لن تساوم على حقوق المعلم ويجب علينا أن نتوقف عن تحميلهم مسؤولية نتائج التوجيهي الصادمة، فهم جزء من العملية التعليمية وليس كلها ونحن كمجتمع بحاجة الى النهوض بدور المعلم ومكانته لان الاستثمار في التعليم أهم استثمار ونخاف عليه الان في ظل واقع التعليم الحالي ودائما نقولها عاليا بصوت مرتفع إن خطأ مهندس يقود الى هدم عمارة مع احترامنا للمهندسين ولكن خطأ معلم يقود الى ضياع جيل لذا مطلوب منا أن نقدم كل الدعم الممكن والمتاح للمعلم، وقديما قال شوقي ولا يزال قوله شامخا « قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا « لذا نقول بوضوح علينا أن نستمع الى صوت العقل وأن ننحاز الى الحكمة لا الى التحريض على المعلم ونقابته فهم الجيش الثاني كما قال نقيبهم في رسالة موجهة الى جلالة الملك لا زلت أذكرها حتى الان ..!
الدستور