الملف الاحمر!

الملف الاحمر!
الرابط المختصر

الذي سمع كلمات النواب ، وتلويح بعضهم بملفات فساد ، صّدق ان هناك معلومات موثقة ، وتفاصيل تشي بفساد خطير ، وجد خطير،،.

هناك فساد طبعاً.لا احد ينكره ، غير ان الكارثة هي في ان النواب في المجلس الحالي ومجالس سابقة ، يتأبطون ملفاتْ حمراء ، بلا اوراق توحي بوجود قضايا فساد ، ولايتم اخراج اي ورقة او وثيقة او معلومة ، لأن لا اوراق ولا وثائق ولامعلومات.

صرعة الملف الاحمر مللنا منها ، وعلى مدى عشرين عاماً ، ونحن نرى ملفات حمراء هنا وهناك ، بعضها تحت ابط هذا النائب ، وبعضها في درج ذاك النائب ، وتسمع هديراً ، لكنك لاترى اي دليل او قضية تحال الى القضاء ، وكأن كل القصة رفع للشعبية ، ومناورات في مناورات،.

مربط الفرس.لانريد كلاماً عاماً عن الفساد ، وايحاءات عن الفساد.نريد قضايا محددة موثقة يتم اعلانها للرأي العام ، وتتم متابعتها ، بدلا من هذه الموضة التي تتحدث عن الفساد ، ولاتتحدث عن المفسدين في الارض.

بهذه الطريقة.اي حمل ملف احمر فارغ ، والتلويح به في المجالس النيابية ، تصبح قصة الملف الاحمر قصة مشاغلة والهاء واضاعة للوقت ، وغرق في الشبهات ، بدلا من المعلومات ، وتصفية لحسابات شخصية ، او اثارة لغريزة الغضب في صدور الناس.

كلنا يعرف ان هناك قضايا فساد ، وان هناك قصصًا حول ملفات محددة ، غير ان اللافت للانتباه هو عدم جدية معظم النواب في هذا الشأن ولو كانت هناك جدية لتم تشكيل لجنة خاصة لمكافحة الفساد ، ولتلقّي الوثائق والمعلومات من الناس.

بغير ذلك سيبقى الحديث عن الفساد واشاراته حديثاً غير منتج ، وضرباً من ضروب اظهار البطولة والشجاعة ، دون اي ادلة او جدية ، وسيبقى بعضنا يعتقد ان ذهنية الاردني ساذجة تلمع وتزهو عند رؤية الملف الاحمر ، لمجرد ان هناك ملفًا،.

فوق هذا يأتي الايحاء النيابي ، بأن هناك ملفاتْ حمراء غير ان هناك ضغوطاتْ تمارس لإدخال هذا الملف او ذاك الى الثلاجة ، والنائب الذي يعرف دوره لايختبئ خلف هذا الاستنتاج المزيف والمريح ، ويعلن مالديه ، ان كان لديه شيء حقاً.

"الملف الاحمر" موضة قديمة وباهتة..ومكشوفة ايضاً،،.

الدستور