بعد جدل واسع أقر مجلس النواب قانون الانتخاب الذي يقر لأول مرة كقانون دائم منذ العام 1986.
لا أحد يستعجل توقع مقاطعة واسعة للانتخابات النيابية المقبلة، من قبل القوى السياسية بمختلف الوانها الاسلامية واليسارية والقومية، ولا حتى القوى الاجتماعية الجديدة، فقرار المقاطعة وعدم المشاركة في العملية الانتخابية، قرار جربته معظم القوى، وهو قرار عقيم لا ينتج شيئا في العمل السياسي.
الاسلاميون صرحوا أكثر من مرة، أن لا مشكلة لهم مع اي قانون انتخاب، مع ان لهم تصورا للقانون الامثل، ولهذا فإن قرارهم حول المشاركة في الانتخابات المقبلة إن وقعت هذا العام، لم يتم مناقشته بشكل حازم، لكني ومن قراءة للسلوك السياسي للحركة الاسلامية لا اتصور أن يقعوا مرة اخرى تحت ضغط مناصري المقاطعة، وسوف يشاركون في الانتخابات المقبلة.
بعد فوز الاخوان المسلمون في الرئاسة المصرية سوف ينعكس ذلك على سلوك الاخوان المسلمين عندنا وفي معظم الدول، اعترفوا بذلك أم لم يعترفوا، ولا اتصور أن التنظيم العالمي للاخوان يسمح للجماعة في الاردن باتخاذ موقف المقاطعة بعد النجاحات التي حققها في دول الثورات العربية.
أما الاحزاب اليسارية والقومية فإن موقفهم الدائم باتجاه المشاركة، إلا حزب الوحدة الذي يقترب خطابه وسلوكه الى المقاطعة، أما باقي الاحزاب اليسارية والقومية ورغم ملاحظاتهم على القانون لن تدفعهم الى مقاطعة الانتخابات.
أمام هذا القول فإن المتخوفين من تقدم الحركات الاسلاموية في البلدان التي شهدت تغيير انظمة الحكم فيها كتونس وليبيا ومصر، والتي تنتظر وما بدلت تبديلا كسورية، مخطئون لانهم يتجاهلون الاساس الحقيقي الذي قامت من اجله هذه الثورات، المسقوفة بشعارات يسارية ديمقراطية هي حصريا ملك اليسار، ولا يمكن للحركات الاسلاموية ان تستجيب لهذه الشعارات مهما كانت درجة إعادة التأهيل وعمليات الماكياج التي خضعت له في الفترة الاخيرة.
ليعترف اليسار العربي انه في حالة تراجع، والتراجع شمل كل جوانب الحياة العربية، وفي كل قطر عربي على مساحة 40 سنة من البيات الشتوي، منذ مطلع السبعينات، رحل جمال عبد الناصر ورحل معه كل المشروع النهضوي المصري والعربي، وتمزق التضامن العربي بحروب الخليج الثلاثة، وحوصرت كل التيارات اليسارية الديمقراطية، التقدمية، والليبرالية الوطنية على يد أنظمة الاستبداد والفساد.
بعد إقرار قانون الانتخاب غير المتوازن، تأتي العملية الاهم وهي العملية الانتخابية، فهل يمكن أن نجري انتخابات نيابية بعيدة عن التزوير؟.
الكرة الان في ملعب الهيئة المشرفة على الانتخابات، وهي التي تستطيع أن تمنح العملية الانتخابية مصداقية، وتغير الصورة البائسة التي رافقت الانتخابات السابقة.
span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span