.. الفشل في أن تكون سفيراً!
أسوأ ما يمكن أن يفعله أي سفير، هو فشله في تمثيل بلده، وحماية مصالحها وخلق علاقات جيدة بين المعنيين بتسهيل مهمته.. بغض النظر عن أية شائبة يمكن ان تنشأ بين البلدين!!.
لكن السفير السوري في عمان لم يكن معنياً بكل هذه المهام.. وها هو ينجح في مغادرة عمان «بهليلة» أرادها منذ البداية، لأن للرجل وظيفة أخرى غير السفارة، ولأن خلفياته الوظيفية وعلاقاته الشخصية بالنظام بقيت أولوية منذ اليوم الأول الذي وصل به عمان!!. ولا يدري أحد ما الذي كان يدور برأسه من تصوّرات أوحت له بأنه يمكن أن يقوم في عمان بدور مماثل لدور زميله في بيروت، أو زميله الآخر في مجدل عنجر!!. وأن الأردن يمكن أن يكون «مجالاً حيوياً» آخر!!.
.. لدمشق أن تستقبل سفيرها العائد بالورود والرياحين، فذلك شأنها. وكنا نتمنى أن يبقى القائم بالأعمال الأردني في دمشق ليتابع أعماله في تأمين صادرات سوريا للأردن، وتأمين الخضار الأردنية إلى الشعب الذي تعرض إلى الحصار التجويعي، والغازات السامة، والبراميل وصواريخ سكود!!.
ويؤسفنا فعلاً أن يكون سلوك سفير في بلدنا مثل هذا السلوك. فهو أيضاً يمثل 800 ألف لاجئ سوري هربوا من سوريا، ويمثل 700 ألف سوري قدموا برؤوس أموالهم، وعوائلهم، وسياراتهم إلى عمان والمدن الأردنية ليعيشوا مع اخوانهم في الأردن بعد أن فشلت بلدهم في تقديم أبسط ما يمكن أن تقدمه الدول لشعوبها.. الأمن والاستقرار.. والكرامة!!.
الرأي