العالم بعد كورونا هل سيكون أكثر وعيًا؟

على الرغم من التشابك و الإرتباط الموجود بين الدول وتحول العالم إلى قرية صغيرة، إلا أن فيروسًا صغيرًا خرج عن السيطرة و نجح في الانتشار على مستوى العالم و تسبب بتوقف الحياة و الكثير من الأضرار الاقتصادية و التجارية ، وكل هذه التداعيات السلبية بسبب غياب التعاون الكافي بين الدول، بالإضافة للسياسات الخاطئة للصين مركز الفيروس و إخفاء الحقائق عن الوباء وعدم مشاركة المعلومات حولها مع باقي الدول، تكرر هذا الأمر مع إيران التي تسببت في انتشار الفيروس في 17 دولة نتيجة محاولات إخفاء المرض حتى لا تؤثر على مشاركة المواطنين في الانتخابات، ومن الواضح أن الأنظمة الشمولية و الديكتاتورية ساهمت في تفشي و انتشار الوباء بسبب غياب الوعي الكافي بمخاطر الفيروس وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين.



يحتاج العالم إلى مزيد من التعاون و التنسيق في المستقبل وخاصة في المجال الصحي، حيث أن "تأثير الفراشة" تدفع كافة دول العالم للترابط والعمل المشترك لتوفير مستلزمات الصحة لكافة المواطنين في كل بقاع الأرض ومحاربة الفقر الذي يعاني منه 1.3 مليار شخص في العالم حسب مؤشر الفقر متعدد الأبعاد لبرنامج الأمم المتحدة ، حيث أن مقولة مارتن لوثر كينج "بأن الظلم في أي مكان يهدد العدالة في كل مكان" ينطبق أيضًا على الجانب الصحي، لأن إصابة شخص واحد في أي بقعة على الأرض بمرض خطير سيهدد البشرية بالكامل بعدما رأينا سرعة انتشار كورونا خلال أربعة أشهر فقط والتي خرجت من مقاطعة ووهان الصينية نحو العالم أجمع.



بخصوص هذا الموضوع يقول المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي : " أن العالم سيتجاوز جائحة كورونا ، ولكن سيكون هناك مخاطر أخرى تهدد البشرية كالسلاح النووي و التلوث البيئي".

من المؤسف أن الإنفاق العسكري بلغ إجمالي نفقاته 3 تريليون دولار سنويًا في العقد الأخير، وأن الدول تتسابق فيما بينها لرفع الميزانيات الدفاعية و التصنيع العسكري على حساب المجال الصحي، وهذا الأمر أثر سلبيًا على البيئة حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة تنامي ظاهرة التلوث البيئي في عام 2012 وتنبأت بأنها قد تسبب في وفاة مبكر لأكثر من 7 مليون شخص بالعالم، دون أن تلقى هذه التحذيرات آذانًا صاغية من قبل صناع القرار و كبرى الشركات في العالم.



بغض النظر عن كون "كورونا" فيروس طبيعي ظهر نتيجة أكل الخفافيش أو نتيجة تسرب مختبري ، إلا أنه نجح في إرسال رسالة واضحة للعالم بأن البشرية في مركب واحد و أن التهديد يُلاحق الجميع ، والفيروس كشف عن الأخطاء الموجودة في المنظومة الصحية و الدولية و طبيعة العلاقات بين الدول ، وهذه فرصة لتصحيح هذه الأخطاء و تجنب هذه الكوارث مستقبلًا .

الحوار المتمدن

أضف تعليقك