الشرطة

الشرطة
الرابط المختصر

في زحمة ما نعيش، خلال ما يقارب الأربعة أشهر من المسيرات والاعتصامات، هنالك جوانب عديدة من الصورة غير الأحزاب والنقابات ومسؤوليها؛ هنالك جانب إنساني يخص الشرطة ورجال الأمن الذين عاشوا كل تلك الأحداث وكانوا قريبين في كل أنواع الاعتصامات والمسيرات.
هو واجب رجال الأمن، لكن هناك جانب آخر يتجاوز حتى الجانب السياسي في عملهم، وهو التعامل الحضاري والحكمة وتقديم العون بما فيه الماء والعصير والحماية. وهذا الجانب يتعلق بحالة الانشغال في كل الأيام، بما فيها أيام العطل الأسبوعية، بل إن النشاطات هي أيام العطل.
نعم هو واجبهم، لكن أداء الواجب بشكل سليم ومتقدم يستحق عليه صاحبه الشكر، لأنه لو أخطأ ولو خطأ غير مقصود لتحول إلى جهاز قمع، ولسمعنا شتمه ونقده وحتى الإساءة إليه في كل الفضائيات، ولصدرت بحقه البيانات حتى من جهات لا تتحدث. ولهذا، فإن من يتخيل حجم الجهد الذي بذله رجال الأمن في حماية ومتابعة كل ما سمعنا عنه من إضرابات واعتصامات ومسيرات في عمان والمحافظات، وأداء هذا بشكل ديمقراطي، يجد أن أمامه أداء وظيفيا وسياسيا كبيرا يستحق عليه رجل الأمن الشكر.
وإذا كان الانضباط العسكري سهل على رجال الأمن، فإن الانضباط السياسي هو الأصعب؛ أي أداء دور الحماية والرعاية والتعامل الودود مع المسيرات وأعمال المعارضة، حتى وإن كانت مشروعة وديمقراطية. ولهذا، فإن تجربة الشهور الماضية أثبتت قدرة رجل الأمن على التعامل الأمني المنضبط والأهم التعامل السياسي المتقدم.
لكنني أعود مرة أخرى إلى الجانب الإنساني في الدوام على مدار الساعة ومدار الأسبوع، حتى في يوم العطلة الذي هو من حق العائلة والأطفال، وهو حق إنساني قانوني مثلما هي أي حقوق أخرى للإنسان، سواء نصت عليها القوانين أو كانت جزءا من الطبيعة البشرية.
وإذا كان حق التعبير مقدسا، فإن واجب شكر الآلاف من رجال الأمن على أدائهم الأمني والسياسي المتقدم واجب، لأننا في المحصلة نتحدث عن أداء مؤسسة وطنية يفرح كل أردني أن يراها تنجح في عملها، وأن تكون على سوية عالية من الأداء الإنساني والسياسي الراقي، فهم في النهاية أبناء كل عائلاتنا وهم جزء من كل بيوتنا في كل مدينة ومحافظة.
***
زجاجات مؤذية
إذا قام أحدنا بزيارة مناطق التنزه التي ترتادها العائلات الأردنية، من غابات ومتنزهات تتبع لأمانة عمان أو البلديات، يجد في بعضها مناظر مؤذية للفطرة والطفولة وحتى للصحة. ولعلي هنا أشير إلى أحد هذه الأماكن، وهو متنزه عمان القومي أو غابة عاكف الفايز. وهناك تجد على الأرض في أماكن كثيرة زجاجات الخمر متناثرة وبشكل ملفت. وعندما تجلس العائلة والأطفال يكون مؤذيا لفطرتهم تلك الزجاجات، بل إن بعض متعاطي هذه الخمور يعمدون إلى تكسير الزجاجات بشكل يحوّلها إلى مصدر أذى لمرتادي المتنزهات، وبخاصة أن الأطفال قد يركضون بلا أحذية، أو قد يجلس أحد الناس على فرش غير كثيف. وبالتالي، فهي مصدر أذى على حياة الناس.
المتنزهات أماكن عامة ترتادها العائلات ولها حرمة، ولا يجوز أن تتحول إلى أماكن لشرب الخمر ورمي الزجاجات وتكسيرها وتحويل المكان إلى شاهد زور وكأن مرتادي المتنزه كلهم من أهل الزجاجات.

الغد