الربيع والرغيف والبيت

الربيع والرغيف والبيت
الرابط المختصر

الصورة الواضحة للجميع أن الدول التي إجتاحها « الربيع العربي « دخلت في مراحل إنتقالية أو شبه دائمة عناوينها القلق السياسي أحياناً، والفلتان الأمني والفوضى التي جعلت مفهوم الحرية هو الميليشيات التي يختلط فيها التطرف بالتجارة بالعشائرية، فضلاً عن نماذج التشرد وهدم الدولة.

من قام صادقاً لمحاربة فساد أو إصلاح وضع رديء، كان حوله من حمل أجندات، وبالتالي تم تقويض الدول والمؤسسات لكن دون إمتلاك القدرة على بناء الحالة الديمقراطية أو حتى العودة للحياة الطبيعية.

هذا الجانب السياسي والأمني قريب من الجميع، ونتابعه جميعاً في كل وسائل الإعلام لكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة علمية من الباحثين حول ما طرأ على حياة عامة الناس أو لنقل الطبقتين الفقيرة والمتوسطة بعد أكثر من ثلاث سنوات على « الربيع «.

نعلم أن المشكلات الاقتصادية معقدة، لكن المقصود هل هذه المشكلات أصبحت أولويات في مراحل الحكم الجديدة؟، وهل هناك فكر برامجي وضع هذه القضايا من تشغيل وفقر وتحسين التعليم وبطالة على طريق الحل؟.

وهل المواطن الذي خرج يحمل رغيفاً للخبز، ويتحدث عن أبنائه الذين يعيشون في بيت صغير أو يحملون شهادات ولا يجدون فرصة عمل، هل أعطته مرحلة ما بعد الربيع دفعة أولى أو بداية طريق نحو تخفيف المشكلات؟.

نعلم صعوبة المراحل، لكن القصد هو الوقوف على القضايا التي تهم الناس، فرفع الظلم وإزالة نظام فاسد لها تعريف في أحاديث النخب والاجتماعات والندوات لكن تعريفها لدى المواطن العادي أن تتحسن الخدمات، ويجد فرصة عمل أو على الأقل ينتظر وفق أسس عادلة، أو تكون الحياة بمتطلباتها أسهل.

بلغة أهل الاختصاص فإن مرحلة الربيع وما بعده أثرت بشكل سلبي كبير على التنمية وبمفهومها الشامل، بل إن تدمير الدولة أو استبدال المؤسسات بالميليشيات نقيض لفكرة التنمية، فالمال كثير لكنه ينفق على السلاح وإنشاء عشرات مؤسسات الإعلام أو توزيع الأموال على الأنصار.

لكن الجانب الأهم هو المواطن العادي الذي أعتقد أن رحيل نظام أو حاكم سيفتح الباب أمام مزيد من فرص العمل وتحسين الدخل والخروج من السكن في المقابر أو العشوائيات، وهذا هو الجزء الهام الذي نرى مشهده العام لكننا نحتاج إلى دراسات علمية لتقول لنا كم ترك الربيع بصماته على مستوى المعيشة.

هنالك دول وضعت أكثر من دستور خلال ثلاثة أعوام وتم تغيير رؤساء، ودول أموالها يراها الناس أسلحة وميليشيات ومؤسسات إعلام بالعشرات، لكنها لم تر تنمية ولا خدمات ولا حتى توسيع لنصف قطر الرغيف.

فإذا قدم الربيع لمعيشة الناس عنوان قد تبدو اجابته واضحة لكننا نحتاج لأبحاث علمية تقدم لنا ماذا استفاد المواطن العربي من ربيع نشاهد أبعاده السياسية والأمنية كل ساعة.

الرأي

أضف تعليقك