الرئيس لم يرفع استقالة الوزير
لم تقبل استقالة وزير الاعلام حتى الان،وكثيرون يسألون عن السبب،والسر في ذلك يعود الى كون رئيس الوزراء لم ُينسّب بقبول الاستقالة حتى الان،ولم يرفعها من الرئاسة الى الديوان الملكي.
بهذا المعنى تصبح استقالة الوزير ُمعلّقة،ولااحد يعرف كيف يمكن ان يستمر الوزير وزيراً وهو في بيته،لايذهب الى مكتبه،وفي ذات الوقت لايمارس عمله،ولعل عدم رفع البخيت لاستقالته يعود الى تأثيرها الخطير على وضع الحكومة العام.
يعود ايضاً الى الرغبة بعدم منح الوزير اي «كريدت» امام الناس والاعلام في البلد،وبهذا التفسير،يصبح دخول الحكومة قراراً شخصياً،اما الخروج،فليس قراراً للوزير وحده،وهذا بحد ذاته مأزق لاي شخص.
وسط هذه الاجواء جاءت مسيرات الجمعة والشعارات التي قيلت فيها،وبعضها يقال لاول مرة،ثم ماحدث في السلط من تصريحات للوزير اسامة الدباس حامل حقيبة السياحة سابقاً،والمحامي الاستاذ فيصل البطاينة،بشأن ملف الكازينو.
كل هذه العواصف الصغيرة والكبيرة،تلتقي اليوم،في ذروة متوترة واحدة،في مجلس النواب،الذي سيستمع اعضاؤه الى تقرير لجنة الكازينو،وهو التقرير الذي بدأ توزيعه منذ عصر امس الاحد،والتقرير وفقاً لما يتسرب عاصف للغاية.
في التقرير وفقا لمعلومات تحميل مسؤولية للرئيس الحالي ومايزيد عن عشرين وزيراً حالياً وسابقاً،بعد ان استمعت اللجنة الى ستة وستين شخصاً،ويقف مجلس النواب امام اخطر امتحان لوجوده،منذ اعلانه رسمياً،وامام حالة حرجة للغاية.
حرجة للغاية لان المؤكد ان اطرافا سوف تتأذى من التقرير،والنواب الغاضبون على الحكومة يروجون لمعلومات تقول ان الحكومة قامت باسترضاء نواب بتعيين اقارب لهم،وبمنح آخرين درجات عليا،في سياق المواجهة على خلفية ملف الكازينو.
احد الاطراف سوف يتضرر بشدة،اذ ان النواب اذا حاولوا تجاوز قصة الكازينو،فسوف يسقطون شعبياً بطريقة لايمكن ترميمها او تفسيرها،والحكومة اذا تم تحميلها المسؤولية،فهي ايضاً في طريقها الى الرحيل،في ضوء الاجواء السابقة كلها.
لايوجد حل وسط،والعبقريات التي تقول ان الحل هو في البحث عن حل وسط عبر التضحية بأسماء من الصف الثاني والثالث،حل ينسف ذاته،لان هذا الحل سيؤدي الى تداعيات كثيرة،وردود فعل اوسع.
سيكون واضحاً ان الرأي العام في الاردن سيفتح عيونه على كل اسماء النواب،واحداً واحداً،وماهو موقف كل واحد منهم،خصوصاً ان نص التقرير سيكون متاحاً للرأي العام،والتوسط لن يكون نجاة لاحد،لان الامر لايقبل التوسط،فإما ادانة او عدم ادانة.
الجو في غاية السوء،على كل الجبهات،واليوم وغداً وثالثهما،ايام حساسة جداً،في البلد،تطرح السؤال الاكبر،حول الوضع الحالي،والحلول المتوفرة لمواجهة كل التفاصيل السياسية والشعبية والاقتصادية.
يالها من ايام صعبة جداً،وغير مسبوقة في تاريخ المملكة.