الحوار والثوابت!

الحوار والثوابت!
الرابط المختصر

مع الاحترام لكل الحريصين، فإن تحويل العمل السياسي الى تنظير كلامي لا يضيف الى هذا الركام الهائل من العجز الا المزيد من التشكيك، والتنظير الفارغ.

.. مثلاً، فان الكلام عن «لجنة حوار» تتفق على «الثوابت الاردنية»، انما هو انكار لأربعة وتسعين عاماً من تاريخ الدولة الاردنية الحديث، وقفز غير مبرر عن عقيدة العمل الوطني.. وعن كل هذه النتائج والانجازات التي وصلنا اليها!!.

جاء المؤسس الشهيد الى بلد عاش مجد الثورة العربية التحررية، وكان جزءا من مملكة فيصل السورية، ليبني كياناً نضالياً يواجه فيه:

- المؤامرة البريطانية – الفرنسية التي اطاحت بالمملكة الوليدة، واوصلتنا الى سوريا الكبرى!!.

- ووعد بلفور الذي لم يبق وعداً بلفورياً، وإنما قرار عصبة الأمم الانتدابي على فلسطين!!.

هذه البداية العظيمة الذي اخذ عبدالله الشهيد المؤسس على عاتقه التصدي لها، وتحزّم بزعامات اردنية حوله ومن ورائه، فكانت الثوابت الاردنية الاولى واذا كان المطلب الان هو الحوار.. فقد كان الحوار الاول في المؤتمر الوطني الاردني الاول عام 1928.. وعلى الجميع قراءة مقررات هذا المؤتمر.. وما تبعه من مؤتمرات، .. قراءة وفهم ما وضعه الآباء والاجداد في حواراتهم العظيمة.. وهم يبنون الدولة ويقيمون ارقى وانظف حراك سياسي مرًَّ على بلدنا!!.

لم يكن الأردن الوطن يسبح في الفراغ طيلة اربعة وتسعين عاماً، لنجترح الان «مؤتمر حوار» نتفق فيه على «الثوابت الاردنية».

ومن هم هؤلاء المؤتمرون بعد حسين الطراونة، ورفيفان المجالي، ونجيب ابو الشعر، ومصطفى وهبي وعلي خلقي وعبدالله الكليب، والروسان، والعزام، وخير، والعدوان والنمر والعجلوني.. ومئات السادة من كبار الوطن؟؟.

وما هي الثوابت الاردنية غير بناء الدولة الحديثة القوية الحاملة هم الوحدة، المنذورة لتحرر كل جزء مغتصب من الوطن؟!.

لماذا كلما طلع علينا متسيّس مستحدث بأطروحة كلامية،.. لماذا يجب أن نعود مائة عام لنبدأ من جديد؟!. من يضع ثوابت الأمة؟!.

اهم فلول حزبية القرن الماضي.. خدم ديكتاتوريات العسكر؟! ام هم الذين اكتشفوا الاسلام من جديد ووضعوا انفسهم فيه، واقصوا كل من لا يقف وراءهم في الصف؟؟.

ثم لماذا لا يكون مجلس الامة المنتخب هو لجنة الحوار؟!.. ولماذا لا نبدأ في وضع ثوابت اردنية من الدستور؟!.

الاسئلة كثيرة، ولكن دعوتنا لكل المهتمين الحريصين ان يتواضعوا ويقرأوا مقررات المؤتمر الوطني الاردني الاول، ويقرأوا طروحات الملك الشهيد المؤسس حول وحدة سوريا الكبرى، ووحدة النضال الفلسطيني – الاردني من اجل تثبيت الحق الفلسطيني في الضفة الغربية.

اقرأوا تاريخ الاردن الحديث، وادخلوا العمل السياسي الحقيقي بدل العمل الكلامي!!.

الرأي

أضف تعليقك