الجوع كافر
ليس هناك من حل سهل لأزماتنا الاقتصادية المزمنة ، واليوم عجز الموازنة هو العنوان وغداً سيكون لدينا عنوان آخر ، كما كانت لدينا عناوين مختلفة منذ أواخر الثمانينيات ، ومنذ ذلك الوقت والمواطن مطالب بشدّ الحزام بدعوى أن المستقبل القريب سيحمل أخباراً سارّة.
ويبدو أن الحالة بلغت نقطة حرجة ، بدليل أن التعبيرات عنها بدأت تأخذ أشكالاً قلّ ما عرفها مجتمعنا ، حيث الاعتصامات والاضرابات ، وتحذّر المعارضة من تداعيات قد تؤثر على "الأمن الاجتماعي" ، ويلوّح عمال الكهرباء باطفاء كامل ، أي قطع كامل للتيار ، ويعرف الكل ما جرى ويجري مع معلمي المدارس.
هناك خطة حكومية دخلت حيّز التنفيذ فعلاً ، لخفض عجز الموازنة وانعاش الاقتصاد ، ومع كل التبريرات فانّ المزاج العام يعتبرها لجوءاً حكومياً الى الحل التقليدي السهل وهو جيوب المواطنين ، في وقت خوت فيه الجيوب من كلّ شيء ما عدا الفراغ.
نفهم أن معجزة ما لن تأتي ، وأنه ليس هناك من عصا سحرية في الدوار الرابع ، ولكننا نفهم أيضاً أن الجوع كافر ، وما تحذر منه المعارضة حقيقي وليس شعاراً انتخابياً فحسب ، فلن يلوم أحد جائعاً اعتصم أو أضرب عن العمل أو خرج الى الشارع محتجاً.
الدستور