الجامعات الأردنية تدخل التصنيف العالمي من بوابة العنف!

الجامعات الأردنية تدخل التصنيف العالمي من بوابة العنف!
الرابط المختصر

بين يدي دراسة للباحث محمود جميل الجندي ويحمل درجة الماجستير «دراسات السلام والنزاعات» أعدها حول العنف في الجامعات الأردنية، هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على إحدى الظواهر المقلقة والتي باتت تشكل خطرا على العملية التعليمية برمتها، وهي ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة، وحاولت الدراسة بيان أسباب هذه الظاهرة، من خلال تقديمها لبيانات كمية عن حجم  الظاهرة.

كما حاولت الإجابة على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالدوافع الكامنة وراء هذه الظاهرة الاجتماعية.

وأرى أن الأفكار التي خلصت اليها الدراسة تستحق أن تأخذ حقها من الاهتمام لدى أصحاب القرار في التعليم العالي والحكومة، نظرا لما تشكله ظاهرة العنف من حالة مقلقة في المجتمع، وتحديدا لأن الدراسة التي نتطرق لها اليوم شملت الأرقام الواردة بالدراسة جميع الجامعات الرسمية والخاصة خلال الفترة الزمنية من العام 2010 ولغاية العام 2013. حيث توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تم تذييلها في نهاية الدراسة ثم قدمت توصيات يمكن أن تسهم في القضاء أو الحد من هذه الظاهرة.

وتكشف الدراسة أن عدد المشاركين في المشاجرات في الجامعات الاردنية (الرسمية والخاصة) بلغ ما مجموعه 3999 وكان العام 2011 هو الأكثر بعدد المشاركين بـ1331 مشاركا. ونتج عن هذه المشاجرات وفاة سبعة أشخاص وإصابة 31 شخصا بإصابات خطيرة و57 شخصا بإصابات متوسطة و155 بإصابات طفيفة وخسائر كبيرة في الممتلكات الجامعية.

وجميع حالات الوفاة والإصابات الخطيرة كانت لطلبة أردنيين فيما كان للطلبة الوافدين 23 إصابة للذكور و17 إصابة للإناث وجميعها إصابات طفيفة.

ولم تكن هناك فروق ذات دلالات إحصائية بالنسبة للمشاركين في المشاجرات على أسس القبول الجامعي حيث شارك الطلبة المقبولون على نظام التنافس والاستثناءات في المشاجرات بنسب متقاربة.

واقتصرت المشاركة في المشاجرات على الطلاب الذكور ولم تتجاوز نسبة الطالبات في المشاركة  1% فقط.

وما يلفت الاهتمام أن الدراسة خلصت الى ان النزعة الجهوية والعشائرية شكلت النسبة الأعلى لسبب المشاركة في المشاجرات تلتها مساعدة الصديق ثم أسباب أخرى. تم استعمال الأسلحة النارية في المشاجرات 58 مرة خلال فترة الدراسة 2010-2013 وشكل الطلبة المنتمون للكليات الإنسانية النسبة الأعلى بعدد المشاجرات وعدد المتشاجرين بنسبة مئوية تجاوزت 89%.

حاولت أن أسلط الضوء في مقالتي اليوم على هذه الدراسة المهمة أملا بأن تحظى الدراسة التي أعدَّها الباحث الجندي من الجامعة الهاشمية بما تستحقه من اهتمام في الظروف التي نمر بها، حيث نصحو كل يوم على مشاجرة جديدة!.

شكرا للباحث الذي لا أعرفه شخصيا، وشكرا للجمعية الأردنية للعلوم السياسية التي زودتني بهذه الدراسة التي أغنت هذه الزاوية بالمعلومات القيمة.

الدستور