.. الأردن والعراق!

.. الأردن والعراق!

يجد الزعيم الكردي مسعود البرزاني في عمان - كما زعماء عراقيين آخرين - دفئاً وتفهماً حقيقين، فلم تكن عروبة الأردن «شوفينية» ترفض الآخر، وهي صفة تشجع الأكراد وغير الأكراد في العراق على الاعتدال في تعاملهم مع هذا الجزء المحيط بهم!!.

لقد كنا نقول: إن علاقاتنا بالعراق لها طعم خاص ومع كل العهود التي مر بها، اذا اعطانا الحكم في البلد الشقيق الفرصة، وقد جعلتني الصدفة ان اكتشف في مدينة الحسين الطبية التعرف بجاري في الغرفة الرئيس المرحوم عبدالرحمن عارف. فالذين عرفوا الاردن ادركوا معنى الاخوة في التعامل، والانفتاح، والمصالح المشتركة!

المالكي او البرزاني او اياد علاوي او الحكيم او الضاري.. او عشرات ومئات السياسيين العراقيين وجدوا في عمان الدفء ذاته بغض النظر عن احزابهم واتجاهاتهم وولاءاتهم المذهبية والطائفية والعنصرية فهم في عمان عراقيون يحلون على عرب اهلا واشقاء واصدقاء فحمام الدم هذا الذي يجتاح مدن وقرى العراق - ألف سقطوا الشهر الماضي - يجعل في الاردن حنينه الوطني الى عراق مستقر آمن يعيش ابناؤه في هناء العيش الذي يوفره النفط ودجلة والفرات وشط العرب.. وتوفره سهول طالما كانت تطعم امبراطورية عظمى, فعدد سكان بغداد ايام الرشيد كانت تُقدّر بأربعة ملايين.. وكانت السحابة تمر فيسمح الرجل القوي لها ان تمر، وان تهطل حيث شاءت.. فخِراجها له!

لقد بنينا في العقود الاربعة الاخيرة علاقات استراتيجية مع العراق، من الصعب تجاوزها او الغاؤها. لانها اقيمت على اسس اقتصادية وثقافية واجتماعية فهنا مئات آلاف المهندسين والاطباء والحقوقيين والاقتصاديين الذين درسوا في جامعات العراق، ودرسوا مبعوثين. وهؤلاء لن ينسوا قيمة هذه الفرص التي تمتعوا فيها لانهم اردنيون، ولان العراق شقيق استراتيجي. وهناك كثيرون في القُطر الشقيق الذين تاجروا وكسبوا وكان ميناء العقبة ايام الحرب والحصار - عشرون عاما - هو المزود ومنه تمر ملايين الشاحنات تنقل حاجات العراقيين وهي كثيرة.. وميناؤنا صغير!

هذه العلاقات الاستراتيجية لم تكن علاقات حاكمين لهم اهداف موقوتة، وانما كانت علاقات شعبين مرا في ظروف قاسية لم تنته نهاية سعيدة لان قوى كبرى هاجمت المنطقة ودفعنا نحن كما دفع العراق الثمن باهظاً!

لقد ادرك رئيس الوزراء المالكي ان الاردن شريك موثوق، وقد عرض مشروعات استراتيجية عراقية وافقناه عليها دون تردد، وما زلنا نعتقد أن الحكم بغض النظر عن الحزب او الحكومة سيجد فيها الاهمية ذاتها..

نتابع اعتدال، وذكاء الحكم الذاتي في كردستان العراق باهتمام واعجاب.. ونتمنى للعراق هذا النماء والازدهار.. فالعراق يستحق!! فالعمل المخلص هو مقياس كل شيء.. بما في ذلك احلام الامبراطورية الفارسية!

الرأي

أضف تعليقك