اغتيال المصري والمعشر

 اغتيال المصري والمعشر
الرابط المختصر

يبتعد طاهر المصري قليلا عن الأنظار، يأخذ إجازة خاصة، يصطحب أم نشأت إلى تركيا، كبقية الأردنيين الذين تستهويهم السياحة في اسطنبول ومرمريس، لكنه لا يُخفي موقفه مما يُجرى في البلاد، وما حدث من مؤامرة على مخرجات لجنة الحوار الوطني، وفي أعلى مراتب المجالس، وبحضور رأس الدولة، يُبدي وجهة نظر خاصة في قانون الانتخاب، ويحذر من عواقب يراها من خلال، خبرة السياسي المحنك، ورجل الدولة بامتياز في كل المواقع، والشخصية الوطنية التي تُجمع عليها كل مكونات المجتمع الاردني، فتنهال عليه أقلام، تحاول أن تنال من رفعته وقدره، وتخلط بين وجهة نظره وغضبه من النظام، وهي لا تعرف أن أمثال المصري مزروعون في وجدان النظام، مثلما هم قريبون من الوجدان الشعبي العام.

فقط، لأن فلاناً في موقع قرار، أو جهة ما، لا يروق لهما أن تبقى رموز محترمة يعود إليها الاردنيون عندما تتقلص أمامهم مساحات الأفق السياسي، ويحتاجون إلى بوصلة وطنية تهديهم إلى السراط السياسي المستقيم، على وزن طاهر المصري.

يطرح مروان المعشر وجهة نظر حول ما يُجرى، ويرى "أن الحاجة ملحة لمعالجة سياسية واقتصادية جذرية للأزمة، التي نعانيها اليوم، يمكن ان تتحقق من خلال ميثاق وطني جديد، يذهب إلى أبعد ما توصل إليه ميثاق عام 1990 من ناحية ، فتقوم قيامة معارضيه، ولا تُحاجِجْه في وجهات نظره، بل تدخل في شخصه، ونواياه، واهدافه السياسية المرئية منها، والمضمرة.

وليس هذا فحسب، بل ايضا في تاريخه الذي تتم العودة إلى أول خطواته السياسية، وعمله الحكومي، والتطرق بخبث الى عمله الدبلوماسي، من أجل التعريج على فترة عمله سفيرا في اسرائيل، وتحت هذه العبارة، يتم سلخ جلده، وجلد اجداده من قبل.

ما يُجرى بحق شخصيات من وزن المصري والمعشر وغيرهما من الشخصيات الذين يحملون وجهات نظر في ما يُجرى، اتفقنا معها او اختلفنا، هي بالتصنيف السياسي اغتيالات منظمة ومتعمدة، وفي بعدها الشخصي انتقامية.

بعد محاضرة شارك فيها رئيس الوزراء السابق عبدالرؤوف الروابدة، بدعوة من مركز حماية وحرية الصحافيين قبل عام تقريبا، سئل عن غياب وندرة الشخصيات والرموز السياسية، فأجاب قبل ان ينتهي السؤال: "لأننا أكلنا رجالاتنا أكل عزيز مقتدر".

في المجالس السياسية العديدة يُطرح دائما سؤال على الحضور، من تُزكّي من الشخصيات الوطنية لرئاسة الحكومة المقبلة، يتلعثم الجميع ولا يقدمون سوى إسما أو إسمين، وفي أبعد الاحتمالات ثلاثة، يتم التوافق عليها، فلماذا استسهال اغتيال الشخصيات إذا؟.

العرب اليوم