إصلاح التعليم من غير موارد إضافية

إصلاح التعليم من غير موارد إضافية

p style=text-align: justify;لننظر في ما يمكن فعله وتحقيقه في التعليم من غير موارد إضافية ننفقها، أو ما يمكن أن نفعله فيما ننفقه بالفعل، ولكنه إنفاق لا يكاد يؤدي شيئا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن وزارة التربية والتعليم تصدر مجلة رسالة المعلم، وتطبع الكتب المدرسية وتنفق على تصميمها، وتعين مرشدين وأمناء مكتبات ومختبرات وأساتذة للتربية الفنية والرياضية والمهنية والموسيقى، وتخصص لأجل ذلك حصصا وأنشطة وميزانيات ومساحات واسعة في العملية التعليمية؛ ولكن لنتساءل في أثر هذه المشروعات والعمليات التي ننفق عليها، ومدى تحقيقها لأهدافها المفترضة، أو ببساطة مدى تشغيلها بالفعل.فمجلة رسالة المعلم؛ المفترض أنها المجلة الأكثر انتشارا وتأثيرا، هل يقرؤها أحد؟ هل يعرف عنها أحد؟ هل تعني شيئا هذه المجلة لأحد من المعلمين أو الطلبة أو المجتمع؟ وأتذكر أنني كنت أحصل دائما على تقدير ممتاز في التربية المهنية، ولكني لم أتعلم حرفا واحدا ولا مهارة، ولم أعرف معنى المهنية إلا في مرحلة متقدمة من عمري./p
p style=text-align: justify;ماذا تعلمنا من مهارات الحياة في المدرسة؟ ماذا يتعلم أبناؤنا اليوم في التربية المهنية؟وأنهينا الدراسة، ويمضي أبناؤنا دراستهم، سواء في مدارس وزارة التربية والتعليم أو في مدارس خاصة مكلفة جدا، ولكنهم لا يعرفون شيئا عن الموسيقى، ولا يقدرون على تذوق الأصوات وتمييز الآلات؛ ولا تشكل الموسيقى، المفترض أن تكون قاعدة للحياة والرؤية والعلم والتفاعل مع الكون والتأمل، شيئا في حياتهم../p
p style=text-align: justify;ثم ترى أبناءك في الشهادات المدرسية ينالون علامات عالية في التربية الموسيقية!لماذا تكون الكتب المدرسية بائسة التصميم، والرسومات المصاحبة لها أعدها أشخاص لا يعرفون شيئا في الرسم، أو يعرفون ولكنهم لا يريدون أن يكلفوا خاطرهم شيئا؟! لماذا لا تكون مجالا للإبداع الفني وتشغيل الفنانين الأردنيين في الكتب المدرسية، وتحويلها إلى لوحات فنية جميلة مغرية للطلبة، بل ولنا جميعا؟ وماذا تعلمنا في حصص التربية الفنية؟ ماذا يتعلم أبناؤنا اليوم من الفنون؟ ماذا يفعل أساتذة التربية الفنية؟ هل تتذكرون في حياتكم العلمية والمدرسية تجربة علمية جرت في حصة العلوم؟ هل دخلتم المختبر؟ هل تعرفون ماذا كان يفعل أمين المختبر؟وفي المدارس كلها والبلديات كلها، يوجد أمناء مكتبات، ولكن لا توجد مكتبات، وإن وجدت فهي مغلقة، بائسة، أو تستخدم مستودعا! وأمناء المكتبات معظمهم يمضون العمر في الخواء والنميمة وانتظار التقاعد.ولكن المصيبة الأكبر أن محاولات بعض الأساتذة فعل شيء تذهب أدراج الرياح بسبب التشكل المجتمعي الرافض لدور التعليم في اكتساب مهارات الحياة والفنون والثقافة./p
p style=text-align: justify;الغد/p
p style=text-align: justify;/p

أضف تعليقك