إشاعة المليار دولار!

إشاعة المليار دولار!
الرابط المختصر

تسري اشاعة في عمان منذ اسابيع،ان ملياراً ثانياً من الدولارات،دفعته الدول الخليجية،وصل الاردن،بعد المليار السعودي،وان هذا المليار لم يتم الاعلان عنه،وذهب الى عتمة صندوق خاص!.

سألت شخصية رفيعة المستوى في البلد،فأكد ان الاردن لم يستلم مثل هذا المبلغ،سارداً تفاصيل كثيرة حول قصة المليار الثاني التي الهبت خيال محركي المسيرات،والمشاركين، من الشعار الى الهتاف الى سوء الظن.

الكلام غير صحيح،فلم يستلم الاردن سوى مليار دولار واحد من السعوديين،سبقته مساعدة بثلاثمائة مليون دولار تقريبا،وتم الاعلان عن ذلك بشكل رسمي،وتم تحويل المليار الى رقم حساب البنك المركزي،والملك تبادل رسائل الامتنان مع العاهل السعودي،على موقف الرياض.

الملك قبل اسابيع وفي لقاء في مكاتب الحمر،قال امام عدد من رؤساء التحرير والكتاب الصحفيين،ان السعوديين دفعوا للاردن مشكورين المليار الذي تم الاعلان عنه،وان ملك السعودية وعده بارسال وزراء سعوديين،الى عدة عواصم خليجية،من اجل السعي لجمع مبلغ مليار آخر للاردن.

تسربت قصة المليار الثاني المحتملة،بطريقة ما،وباتت في نظر كثيرين محسومة،وذهب البعض للقول ان استقالة محافظ البنك المركزي التي تمت بطريقة سيئة وغير مقبولة،وكان يمكن تنفيذها بطريقة محترمة،جاءت على خلفية وصول المبلغ،ورفضه وضع المبلغ في حساب خاص.

هذا كلام غير دقيق ابداً،لان الدول حين ُتحول المبلغ تحوله من رقم حساب الى رقم حساب آخر،وتعرف عبر وسائل كثيرة،اذا ماجرت تحويلات اخرى عليه،في الداخل والخارج.

لا يعرف كثيرون ان مبلغاً مثل المليار حين ُيحول من اي دولة يذهب اولا الى نيويورك ليخضع لتدقيق عمليات الارهاب وتبييض الاموال،وهو امر تتعرض له اغلب التحويلات الاقل للدول والافراد،ثم يتم السماح بمروره الى رقم الحساب.

ذات المبلغ المزعوم لو وصل،واريد تحريكه للخارج،لتعرض لذات الاجراء،تحت سمع العالم،وتحت رقابة الدول،وتحت وطأة تبادل المعلومات بين الدول حول تدفق الاموال،وهكذا يستحيل استلام المبلغ ثم تمريره لحساب خاص في الداخل او الخارج،او صندوق خاص.

لم يصل اذاً المليار الثاني،وكل الكلام عن مليار ثانٍ غير دقيق،وما زال الاردن يأمل في دعم الدول العربية،وهو سيعلن اولا انه استلم المبلغ،وكيف سينفقه،فان لم يعلن اعلنت الدول التي دفعت،حتى لا نبقى في زاوية الخيال الخصب.

ما هو مؤسف هذه الايام ان المعلومات اختلطت بالاشاعات،وحسن النوايا امتزج مع سوء الظن،ولا احد ُيحدّث الاخر،ولا احد يشرح للاخر،ولو تطوع احدهم بهذه المهمة،لما صّدق احد،لان عنوان المرحلة الشك والتشكيك،وانعدام الثقة.

يقال هذا الكلام،من اجل ان لا نقول للدول العربية،ان شعبنا يتهم دولته بسرقة المساعدات التي تأتيه،هذا مع اقرارنا بوجود مشاكل وفساد وقلة شفافية،غير انها ظروف غير قائمة في قصة المليار الثاني تحديداً.

ليأتي الصبي اولا،ثم سنصلي على النبي،لكننا لطخنا وجه الصبي وخلعنا عينيه حتى قبل ان نراه.

الدستور

أضف تعليقك