إرهاق العصب العام
لا يراد للساحة الداخلية ان تهدأ ، فبعد الازمات التي تولدت على يد بعض الوزراء ، بشأن العمال والمعلمين والقضاة ، يستعد من يستعد لفتح ملفات جديدة لارهاق الداخل الاردني.
منذ اليوم بدأ الحديث عن دلالات تغيير مدير الضمان الاجتماعي ووزير العمل معاً ، ثم عن الجبهة التي فتحها الاسلاميون بشأن المشاركة المشروطة او المقاطعة ، وقد تخرج غداً ازمات اخرى يتم الاعداد لها سراً او علناً ، على يد خبراء لانعرفهم.
ارهاق العصب الداخلي للبلد ، بات امراً متعباً جداً ، وكأن هناك دوامات من الريح الصفراء التي يتم توليدها كل يوم.
سواء كانت هذه عناوين صادقة او غير صادقة ، فإن الضغط على البنية الداخلية للبلد بات كبيراً جداً ، وتشعر ان الداخل يلهث من شدة الركض دون توقف وليس ادل على ذلك من "الراحة الشعبية" ليوم واحد لخروج وزراء التأزيم ، ثم خروج انفجار لغم مقاطعة الاسلاميين ، في وجه الجميع.
هذا وضع لايسكت عليه ابدا.من الذي له مصلحة هنا في ارهاق الداخل الاردني واتعاب وجدان الناس ، فوق همومهم وتعبهم ومعاناتهم الاقتصادية.
علينا ان نلاحظ ان الاردني بات متضايقاً مصاباً بالاكتئاب جراء الازمات المتتالية على المستوى الفردي وعلى المستوى العام ، والشك في كل شيء من شربة الماء الى حبة الدواء ، مرورا بأداء الاشخاص والمؤسسات ، وتفجر الازمات والقصص.
النتيجة هي ارهاق الناس ، وكلما تم سحب سم ازمة من العصب العام ، جاءت التي بعدها.وهي سموم تأتي من الاتجاهات الاربع.
حين يصاب العصب العام بالارهاق الشديد ، لاعتبارات كثيرة ، وعلى يد مسببين مختلفين فإن المهمة المقدسة تصبح قطع ينابيع السموم عن تلويث العصب العام.
هذا الكلام يقال بحق افتعال الازمات وزيادة تحميل "الظهر الوطني" لاثقال ليس في محلها ، ولايعني بأي حال من الاحوال تلك المداخلات الوطنية الصادقة النظيفة ، تجاه اي شأن عام ، حتى لانأخذ الصالح مع الطالح في محاكمتنا لما يجري ، وحتى لايجري الدمج بخبث بين من نواياهم حسنة ، واولئك الذين يعرفون انهم يرهقون العصب العام.
وكأننا نتنفس تحت الماء ، ولايسمح لنا بوقفة تنفس في الهواء الطلق.