أمنياتي في 2011
قد تكون الامنيات التي يتطلع المرء لتحقيقها في العام الجديد كثيرة لا حصر لها, لكن بما انني كاتب اقتصادي ستقتصر أمنياتي على هذا الاختصاص في هذه الزاوية , لعل وعسى ان نعود بعد اشهر لنتحدث عنها بشيء من الواقعية حينها.
اتمنى ان لا تتحدث الحكومة كثيرا عن فكرة ايصال الدعم الى مستحقيه او انهم سيدعمون المواطن لا السلعة, لانه في اعتقادي ان هذه كلمة حق يراد بها باطل, فسرعان ما تقوم الحكومة برفع الدعم عن السلع الاساسية بعد التغني بالشعارات السابقة, والنتيجة تآكل دخول الاردنيين وانخفاض مستوى معيشتهم, وحقيقة اني اتمنى ان أشاهد وزارة المالية تدعم السلع طيلة هذا العام لا بشكل جزئي كما يلوح بالافق.
اتمنى في السنة الجديدة ان يحالف الحظ الحكومة في تقديراتها حول التضخم والذي تتوقع ان يكون بحدود 5 بالمئة, رغم انني متشائم من ذلك, فالمعطيات تدلل على ان مؤشر الاسعار العالمية في ارتفاع غير مسبوق خاصة على النفط والمواد الاساسية, ناهيك عن ان تحسن اداء الاقتصادي العالمي سيزيد من الطلب وهو امر سيساهم في ارتفاع الاسعار بشكل واضح وكبير .
اتمنى ان تلتزم الحكومة ومجلس النواب بما جاء في قانون الموازنة من عجز مالي مستهدف يتجاوز المليار, رغم قناعتي ان الرقم كبير جدا الا انني على قناعة ان المحافظة على هذا الرقم هو بداية التزام الجهات الرسمية بالقوانين التي يقرونها, لاننا اعتدنا في الاردن ان نشاهد حكومات ونوابا يخالفون القوانين التي اقروها بعد ايام قليلة فقط, والموازنة كانت مثالا على ذلك.
اتمنى في السنة الجديدة ان نرى مشاريع كبرى حقيقية بدأ تنفيذها على ارض الواقع خاصة في قطاع الطاقة ومشاريع المياه ونقل الميناء, ومكاشفة الرأي العام بحقيقة التأخر في مشروع جر مياه الديسي.
اتمنى ان يتوقف العمل كليا في مشروع سكن كريم وايقاف الهدر المالي والمباشرة في تحقيق رسمي حول ما جرى في المشروع الذي كلف 420 مليون دينار لبناء ثمانية آلاف شقة بعد ان كان الحديث عن 100 الف شقة.
اتمنى ان يحقق الضمان الاجتماعي استقلاله الكامل في اتخاذ قراره الاستثماري بعيدا عن تدخلات الحكومة, وفي هذا الصدد اتمنى ان يحصل الضمان على قروضه من مؤسسة موارد المتعثرة.
واتمنى ان يغلق في السنة الجديدة ملف مباني القيادة العامة في دابوق وان يكون الحل في استعادة الجهات الرسمية ملكيتها لهذا الصرح الحيوي بدلا من عرضه للبيع.
اتمنى في السنة الجديدة ان تتكشف للرأي العام قضايا فساد حقيقية ويطلع المواطنون على تفاصيلها حتى تكون عبرة لكل من تسول نفسه التلاعب بالمال العام.
أمنياتي كثيرة في الشأن الاقتصادي لكن حصرتها في بعض القضايا التي اعتقد انها ستكون عناوين الاداء الاقتصادي في المرحلة المقبلة, وان كان في نفسي شعور داخلي يؤكد ان كل ما تحدثت به اعلاه سيتحقق لكن ليس كما اتمناه, "ما كل ما يتمنى المرء يدركه - رب امرئ لقي حتفه فيما تمناه", لكن ماذا عسانا ان نقول في السنة الجديدة , تبقى أمنيات, وكل عام وانت بخير.0
العرب اليوم