أسطوانة الغاز على وشك الانفجار

أسطوانة الغاز على وشك الانفجار

صدق رئيس الوزراء فعلا، فهو لم يفاجىء الأردنيين بقرار رفع الأسعار، فقد تجول في شمال البلاد وشرقها، وشرح القرار، الذي سمع في كل مكان ذهب إليه، ومن كل الفعاليات التي اجتمع معها، تحذيرات من انفجار شعبي إذا أقدم على قرار رفع الأسعار.

خرج الرئيس على شاشة التلفزيون الاردني، ولم يمنح فرصة الغزل بالمذيعة في بداية كلامه مثلما فعل في المقابلة السابقة، وبدا عابسا بعض الشيء، وتظهر عليه علامات الغضب، وانه يريد ان يقول قولا لا يتمنى قوله، لكنه في النهاية أبلغ الجميع بقراره، ورفع الأسعار.

أول ما أنهى الرئيس مقابلته المتلفزة، اقترب من المصورين والفنيين في التلفزيون وسألهم مداعبا، "كيف أقنعتكم؟"، طبعا الإجابة كانت بالإيجاب، لكن الواقع على عكس ذلك تماما يا دولة الرئيس، لم يقتنع أحد، ولن يقتنع أحد.

أتمنى أن يكون لرئيس الوزراء صفحة على الفيسبوك، ويعرف شخصيا التعامل معها، حتى يعلم بالضبط حقيقة ردود الفعل على قراره، وأن يرى حجم الغضب والرفض والثورة التي تمور في عقول الشباب، بعد أن شاهدوا أن الفيسبوك قاد ثورات في بلدان أخرى.

أسعار صادمة، ونسب لا يمكن أن يصدقها عاقل، واسطوانة الغاز على وشك الانفجار، فسعرها تضاعف تقريبا، واكتشف الأردنيون أنهم منذ سنوات يعيشون عالة على دعم الحكومات، ولولا هذا الدعم، لما تدفأ أردني في ليلة شتاء باردة.

أسعار البنزين، تجاوزت كل الأرقام، وقفزت الأسعار عن باقي كل الدول، الصديقة والشقيقة، وكأن لا احد غيرنا يستخدم البنزين، ولا احد يمتلك سيارات، فهل من المعقول ان يدفع المواطن الأردني كامل ميزانية الدولة، ويصرف على فسادها أيضا.

واضح أيضا أن الحكومة لا تعرف حجم استخدام الديزل والكاز من قبل المواطن الأردني، كما لا تعرف حجم انعكاسات رفع هاتين المادتين على كل شيء في البلاد، حتى قبل أيام الرفع واستعدادا للقرار ارتفع سعر شاندويشة الفلافل من 35 قرشا إلى نصف دينار، ومثلما يقول الرئيس من غير ان يتأثر 70 % من الأردنيين.

فعلا، لم يتفاجأ المواطن الأردني بقرار رفع الأسعار، فقد حاولت أكثر من حكومة تمريره، وفي آخر مرة، سقطت الحكومة وجُمِّد القرار، وهذا ما هو متوقع أن يحدث للقرار الأخير.

لكن المواطن الأردني تفاجأ بحجم التغيير الذي أصاب الدكتور عبدالله النسور خلال أقل من شهر في عمر حكومته، فقد كان قبل رئاسة الحكومة شخصا آخر، بخطاب مختلف، ورؤية متقدمة، وحضور لافت ومؤثر، على عكس هذه الايام.

العرب اليوم

أضف تعليقك