8 بؤر بيئية ساخنة على جانبي سيل الزرقاء "ما تزال على حالها" جراء بطء إعادة تأهيلها
عمان - ثماني بؤر بيئية ساخنة حددتها وزارة البيئة منذ أعوام على جانبي سيل الزرقاء "ما تزال على حالها"، رغم أن ثمة مشاريع رسمية تنفذ لإعادة تأهيل تلك المواقع لكنها تسير بـ"بطء شديد"، في وقت يشكو السكان المجاورون لتلك المواقع من آثار الدمار البيئي الذي يرزحون تحت أعبائه منذ أعوام مضت، من دون أي تحسن ملموس.
وتلخص جملة "الأمور على حالها" ما كشفت عنه جولة لعدد من الصحافيين نظمتها وزارة البيئة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، إلى محافظتي الزرقاء والبلقاء الاثنين الماضي، واطلعوا خلالها على واقع السيل والمشاريع التي نفذت في المناطق حوله لتحسين الواقع البيئي فيه، وصولا إلى منطقة الخيوف الواقعة ضمن قضاء العارضة لتسليط الضوء على جهود إعادة إحياء الواقع الزراعي هناك.
ومن أبرز المشاكل البيئية التي يعانيها السيل فيضان مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياهه، وانتشار وتراكم الأنقاض والمخلفات والطمم في مجراه، وطرح مخلفات المصانع والمناطق الحرفية داخل المجرى، إضافة إلى استنزاف وتلوث مصادر المياه السطحية والجوفية المغذية للسيل والممارسات الفردية من طرح النفايات وغسيل السيارات وغيرها.
ويتلوى سيل الزرقاء، الذي يبلغ طوله 73 كيلومترا، عبر مناطق صناعية وزراعية ومحاجر قبل أن يصب في سد الملك طلال - أكبر سدود المملكة بطاقة 80 مليون متر مكعّب، الذي يخترق محافظة الزرقاء لمسافة 12 كيلومترا من جنوبها إلى شمالها.
ومن بين المشاريع التي عهدت إلى الوزارة لتنفيذها، وتعتبر حسب القائمين عليها "خطوة نحو التقدم في معالجة مشكلة السيل"، توقيع اتفاقية تعاون بينها وبين الاتحاد الدولي وجمعية السيدات العاملات في الرصيفة لتوفير قروض دوارة مكنت المزارعين في منطقة المزارع في الرصيفة من تنظيم إطار تعاوني يساهم في إدخال ممارسات وتقنيات حديثة من خلال المشروع الممول من الوكالة الإسبانية.
وقدمت مديرة المشاريع في جمعية السيدات العاملات بالرصيفة هلا مراد، خلال الجولة التي ترأسها وزير البيئة الدكتور طاهر الشخشير وبحضور المدير الإقليمي للاتحاد الطبيعي لصون الطبيعة الدكتور عودة الجيوسي، شرحا دور الجمعية في تقديم الدورات التدريبية للمزارعين لاستخدام الأساليب الحديثة في مجال الزراعة لرفع كفاءة استخدام المياه في اعادة التدوير الزراعي.
وينفذ مشروع بناء القدرات المؤسسية لإعادة تأهيل السيل بالشراكة مع وزارة البيئة وبدعم من الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي ويهدف إلى إعادة تأهيل السيل وتعزيز قدرات المزارعين على مجرى سيل الزرقاء للبقاء في المنطقة، بحسب منسقه مفلح العبادي.
وقال المزارع محمد حسين الطيراوي إن المشروع عمل على إعادة إحياء الزراعة في المنطقة، عبر دعمهم بمجموعة من القروض والآليات الزراعية والتي ساهمت بتحسين الأوضاع.
ومن أجل بيان ما تم انجازه من مشاريع أخرى في محافظة الزرقاء، اطلع الوفد، خلال زيارته لمنطقة شومر الواقعة على مجرى السيل على مشروع انشاء العبارة الصندوقية في المنطقة، وبكلفة وصلت لنحو 70 ألف دينار، بحيث عملت على تسهيل جريان الماء ضمن المقطع الذي يربط الموقع في منطقة شرق مدينة الزرقاء، ما يوفر ممرا آمنا للسكان بين الجهتين، إضافة إلى إزالة الملوثات المتراكمة وايصال الخدمات للمنطقة.
وكانت آخر محطة في الجولة ارتياد منطقة الخيوف في قضاء العارضة بمحافظة البلقاء، التي تم الإطلاع فيها على جهود إعادة إحياء الواقع الزراعي في المنطقة، من خلال تنفيذ مشاريع زراعية وبيئية نموذجية تدار من قبل جمعية الخير والوفاء الخيرية.
وكانت الجمعية عملت على إنشاء صندوق دوار للمزارعين بقيمة 25 ألف يورو من مشروع بناء القدرات المؤسسية لإعادة تأهيل السيل، بهدف تشجيع الزراعة الرفيقة بالبيئة، وفق رئيسها علي الحجاحجة.
وطالب أهالي المنطقة بمشاريع سياحية وبيئية للتخلص من تلوث الغبار وانسداد مجرى السيل بسبب مخلفات منجم تعدين الجبص في المنطقة.
ودعا وزير البيئة االشخشير الى تشكيل لجنة تنسيقية وزارية مشتركة تضم وزارات البيئة والشؤون البلدية والزراعة والمياه والري والأشغال العامة والإسكان تناط بها مهمة متابعة الملفات والقضايا الخدمية والعمل وفق رؤية تشاركية وتكاملية لحل المشاكل المتداخلة في قطاع الخدمات في مختلف أنحاء المملكة لضمان حسن التنفيذ وسرعة اتخاذ القرار بزمن محدد.
إستمع الآن