عمان – الرأي - طارق الحميدي - تتوسط النفايات حيا يقع في منطقة أبو نصير لتحيله إلى مكرهة صحية تتكاثر بداخها الحشرات والقوارض كما أن هذه البؤرة تتحول إلى بيئة مناسبة لنقل الأمراض وتكاثر الجراثيم فيها.

فوسط الحي الذي يقع تحت أحد الأسوار تناثرت أكياس النفايات بشكل غير حضاري حتى أصبح السير بجانبها صعبا من الروائح التي تطلقها الحاويات.
ورغم وجود هذه الحاويات في وسط مصف سيارات إلا أنه لا توجد سيارات متوقفة حوله بسبب الروائح الكريهة التي تصدر منه.

ويشتكي مواطنون من وجود أعراف سائدة عند البعض برمي أكياس القمامة والنفايات في مكان متعارف عليه بالحي يتحول مع مرور الوقت إلى مكان لجمع النفايات.
كما يشتكي كثيرون من جامعي النفايات الذين ينبشون الحاويات ويلقون بالأكياس الموجودة بداخلها على الارض مما يتركها مفتوحة وعرضة للنهش من القطط والحشرات والزواحف.

وفي منطقة تلاع العلي وقفت إحدى نابشات النفايات بعد ان وضعت طفلتها الصغيرة على الارض وأخذت تبحث داخل أكياس النفايات عن ما يمكن أن تبيعه لتكسب منه قوتها علها تعود لبيتها وبيدها ما تسد قوت يومها.
وعندما رصدتها «الرأي» رفضت بشدة الحديث ، إلا أنها قالت بينما همت بالمغادرة أنها تبحث عن أي شئ ممكن أن يباع مثل عبوات المشروبات الغازية أو قطع البلاستيك أو الزجاج أو القماش وغيرها ، تاركة خلفها أكياس النفايات وغادرت بعد أن أفرغت معظم الحاويات منها لتحيل المنطقة المحيطة بها إلى مكرهة صحية حقيقية.

وقال أحد المواطنين القاطنين في المنطقة انه قام بالاتصال مع أمانة عمان أكثر من مرة إلا أن الأمانة حضرت ولم تستطع فعل شيئ خاصة وأن سلوكيات المواطنين والنابشين هي التي تتسبب بهذه الظاهرة.
وأشار الى أن المواطنين أنفسهم هم من يلقون بأكياس النفايات حول الحاويات وعلى الارض خاصة عندما يرسلون أبناءهم الصغار ليتخلصوا من هذه النفايات .

وقال أن وجود الحاوية بالقرب من منزله سبب له الكثير من الإشكاليات خاصة مع الجيران الذين لا يلقون بنفاياتهم داخل الحاويات بل حولها.

من جانبه قال المدير التنفيذي للبيئة والنظافة في أمانة عمان المهندس زيدون النسور أن الأمانة تعاني من مشكلة توزيع الحاويات في المناطق حيث عادة ما تصطدم برفض الكثيرين الموافقة على وضع الحاويات أمام منازلهم.
وبين النسور أن عدد الحاويات الموجود في عمان كاف مقارنة بعدد السكان إلا أن هناك سلوكيات خاطئة تدفع المواطنين لرمي هذه القمامة على الارض خاصة عند ارسالها مع الاطفال إضافة لسوء توزيع بعض الحاويات بسبب رفض السكان وضعها أمام منازلهم.

وأشار النسور أن الجوانب الفنية كلها مغطاة تماما مؤكدا بأن الحاويات معالجة بشكل جيد من الخارج وتتوفر لها الأغطية ويتم رشها ودهنها باستمرار كما أن هناك عمال وطن بإعداد كافية وأن المشكلة في سلوكيات البعض.

ودعا المواطنين إلى الاحتفاظ بقمامتهم وجمعها ووضعها في أكياس مخصصة لذلك وكبيرة حتى تسهل جمعها عوضا عن تركها في أكياس صغيرة تسهل بعثرتها.

وقال مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور بسام الحجاوي أن وضع القمامة مكشوفة بهذا الشكل يؤدي إلى تكاثر الحشرات والقوارض والتي تسهم بدورها بنقل الأمراض.

وبين أن مثل هذه الاماكن تسهم في نشر الأمراض المعدية خاصة مع لعب الأطفال وهم الأقل توعيه حولها.
وطالب الحجاوي أولياء الأمور بالحرص على سلامتهم وأبنائهم والامتناع عن إلقاء النفايات على الارض بهذا الشكل تجنبا لانتشار الأمراض وانتقالها بين الناس.