غابة الشهيد وصفي التل ثروة وطنية ومتنفس للمتنزهين

الرابط المختصر

السلط - "جئت لأزرع شجرة ليصبح الأردن أخضر رغم كل التحديات المناخية والطبيعية"، هذا ما قاله الشاب محمد العوامرة، احد المتطوعين الذين غرسوا امس أشجارا في غابة الشهيد وصفي التل احتفاء بيوم الشجرة.

واعتبر، محمد (22 عاما)، أن الحفاظ على الأشجار وزراعتها واجب وطني على الجميع، داعيا أقرانه من جيله الى تعزيز روح المبادرة في زراعة الأشجار والحفاظ على الغطاء النباتي وتوسيع رقعته في مختلف مناطق المملكة.

وتعد غابة الشهيد وصفي التل في محافظة البلقاء التي أنشئت قبل نحو ثمانية وثلاثين عاما، واحدة من أهم الغابات الطبيعية وأكبرها في المملكة إذ تبلغ مساحتها نحو6800 دونم، إلا أنها تعرضت خلال العام الماضي إلى ست حرائق أتت على حوالي1500 شجرة فيها.

ولم تثن الحرائق التي تعرضت لها الغابة الجهود الرسمية والتطوعية لإدامتها والحفاظ عليها، إذ قررت وزارة الزراعة ضمن خطتها زراعة ما يزيد على 1500 شجرة داخل حدود الغابة هذا العام كبديل عما حرق.

وبروح تعاونية تطوعية تواجد اليوم في موقع الغابة التي شهدت الاحتفال الرئيسي بيوم الشجرة برعاية ملكية أكثر من150 شابا وفتاة، من فرق العمل الجامعية والمدرسية والكشافة لغرس الأشجار في الغابة تنفيذا لبرامج العمل التطوعية، الهادفة الى حماية وزيادة الغطاء النباتي في المملكة.

الطالبة فرح مساعدة من مدرسة أبو عليا للبنات، قالت جئنا للمشاركة في غرس الأشجار وكلنا أمل ان يكون الأردن بمدنه وقراه وبواديه واحة خضراء.

أما الطالب عبدالهادي الحياري من جامعة فيلادلفيا فقد حث جميع الطلاب للمشاركة في زراعة الأشجار في غابات الأردن، والعمل على إدامتها من خلال تنظيم حملات تطوعية مستمرة.

وتشكل الغابة بأشجارها الصنوبرية المعمرة ثروة وطنية للمملكة، إذ كانت التفاته مبكرة للحفاظ على الغطاء النباتي وتكثيف الرقعة الحرجية، مثلما أنها باتت متنفسا للتنزه والاصطياف على مدار العام.

وأمام محدودية مساحات الغابات في المملكة التي لا تشكل سوى 1 بالمائة من مساحة المملكة الكلية تسعى وزارة الزراعة الى تخصيص مساحات من الأراضي لغايات تشجيرها في مسعى لمكافحة التصحر وتوسيع الرقعة الزراعية والخضراء في مختلف مناطق المملكة.

وقال مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس محمد الشرمان ان تنوع الأشجار الحرجية في غابة الشهيد وصفي التل، يؤكد ضرورة المحافظة عليها وحمايتها وإدامتها وفق خطة لزيادة الرقع الخضراء في الأردن، بما يهدف الى حماية السدود من الانحرافات وتنشيط السياحة المحلية والبيئية.

وأوضح ان هناك خطة لتوسيع مساحة الغابة بمقدار620 دونما وتحريجها، مثلما سيتم إنشاء محطتين حرجيتين لحمايتها ليصبح عددها خمس محطات، كما سيتم تركيب أجهزة الاستشعار عن بعد لغايات رصد الحرائق. وفي إطار الخطة الحكومية لحماية الغابة سيتم تسييجها بطول17 كيلومترا وعمل بوابات رئيسية وفتح طرق ترابية تسهل عملية الوصول بشكل أسرع للحرائق في حال حدوثها، والتقليم الدوري للأشجار.

كما سيتم تخصيص أماكن للتنزه مجهزة بجميع متطلبات السلامة العامة والنظافة وأماكن للشواء ووحدات صحية، وبناء خزان ماء إسمنتي سعة100 متر مكعب لتزويد الاطفائيات عند الحاجة وإنشاء أبراج مراقبة لحمايتها.

وتعد المرتفعات الجبلية في المملكة المنطقة الرئيسية للغابات الطبيعية التي تقع على مساحة نصف مليون دونم ومثلها غابات تم تحريجها وحوالي2300 كيلومتر من أشجار جوانب الطرق.

ورغم محدودية الرقعة الحرجية في المملكة إلا أنها تعد من الدول التي تتميز بتنوع غطائها النباتي الذي يزيد على2500 نوع نبات مشكلة1 بالمائة من إجمالي الأنواع المسجلة عالميا.