"حماية الطبيعة" تستمر في حملة "المليون شجرة الثانية"
عمان - تحت حراب الاحتلال وفي ظل وسائله القمعية وسطوة آلته الحربية، يواصل شبان فلسطينيون نذروا أنفسهم لحماية الأرض، تنفيذ حملات متلاحقة لغراسة الأشجار في مناطق الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لتظل رمزا للصمود.
وحالياً تنتظر 32 ألف شجرة غرسها في مختلف قرى وبلدات مناطق فلسطين، ضمن حملة واسعة، أطلق عليها "المليون شجرة الثانية"، والتي تنفذها الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأراضي المحتلة، بالتعاون مع شركائها هنالك.
ومن أجل ذلك، نظمت الجمعية مساء أول من أمس حفلاً سنوياً تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي، جمعت فيه تبرعات مالية بلغت حوالي 140 ألف دينار لمزارعي فلسطين الذين تم تجريف أراضيهم أو مصادرتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أعلنته رئيستها رزان زعيتر.
وأكدت زعيتر أن الحملة تهدف إلى زراعة أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية المدمرة، ومساعدة المزارعين على التمسك بأراضيهم التي جرفتها قوات الاحتلال واقتلعت أشجارها لبناء أو توسيع المستوطنات، أو لشق الطريق المؤدية إليها أو إنشاء مناطق عازلة وجدار الفصل العنصري.
وانتهت الجمعية في نيسان (ابريل) 2008 من زراعة مليون شجرة في فلسطين، بعد أن أطلقت حملة المليون شجرة الأولى في العام 2003.
وساهم المشروع، وفق زعيتر، في اعتماد حوالي 31 ألف عائلة مزارعة على عملها بالزراعة في كسب قوت يومها، كما وفر حوالي 20 ألف وظيفة مؤقتة للعمال الزراعين.
وقالت إن هناك ظاهرة خطيرة نطلق عليها اسم الحروب الزراعية، حيث نرى فيها الصهاينة قد صبوا جام غضبهم وبشكل غير مسبوق على الأراضي الزراعية الفلسطينية قلعاً وتدميراً ومصادرة.
وأضافت أن الجمعية تسعى إلى التشبيك مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، لحشد التأييد للقضايا البيئية في الأردن وفلسطين، والتوعية بالأخطار البيئية الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الانتهاكات التي تمارس تجاه المزارعين الفلسطينيين.
من جهته، قال نائب جمعية الإغاثة الزراعة الفلسطينية عبداللطيف محمد "إننا في الإغاثة الزراعية في تعاون وتنسيق مستمر مع العربية لحماية الطبيعة، وأحد أوجه التعاون هو حملة المليون شجرة".
ولا يقتصر الأمر على زراعة الأراضي الفلسطينية وحدها، بل تقوم العربية بتنفيذ برنامج لزراعة الأشجار في الأردن تحت عنوان "القافلة الخضراء" الذي أطلق العام 2003، وذلك بهدف زيادة الرقعة الخضراء في المناطق الأقل حظا.
وتهدف الحملة إلى التوعية البيئية بأهمية زراعة الأشجار لحماية الأرض والعمل على تشجيع مشاركة الطلاب في الأعمال التطوعية الرامية لزراعة الأشجار والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال التوأمة بين بعض المدارس في عمان مع أخرى في المناطق النائية.
وتضمن الحفل محاضرة للناشطة التونسية والباحثة في علم الاجتماع والاستراتيجيات عزيزة درغوث، تناولت فيها الثورة بتونس من وجهة نظر المجتمع المدني، وأهم المحطات في التاريخ التونسي الحديث.
كما قدم الفنانان همام عيد وعبدالحليم الخطيب فقرة موسيقية بعنوان "حوارية الأرض والزيتون"، فضلاً عن تقديم الفنانة لينا صالح مجموعة من الأغاني الوطنية.
إستمع الآن