جمعية بيئية: نهر الأردن مهدد بالجفاف العام القادم بسبب سلوك الاحتلال

الرابط المختصر

أكدت جمعية أصدقاء أرض الشرق الأوسط، منتصف الشهر الفائت، أن نهر الأردن الذي يجري بين الأردن وفلسطين، مهدد بالجفاف اعتباراً من العام المقبل.

وبينت نتائج تقرير أعدته الجمعية عن نهر الأردن، بالتعاون مع مكاتب الجمعية في خمس دول من بينها الاردن، وبمشاركة ممثلين عن فلسطين، الأردن، سوريا، لبنان وإسرائيل، أن النهر يعاني فعلاً خطر الجفاف العام المقبل.

وأشار التقرير إلى أن 98 بالمائة من مياه النهر، يتم تحويلها إلى إسرائيل والأردن وسوريا، أما ما تبقى من مياه النهر، فهي ملوثة بسبب القاء النفايات فيها.

وبحسب نائب مدير جمعية اصدقاء ارض الشرق الأوسط، المهندس عبد الرحمن سلطان، فإن نهر الأردن "انخفض منسوب المياه فيه، بسبب الاستغلال الجائر من قبل إسرائيل، إضافةً إلى قيامها بتلويث مياه النهر التي تصب في الأردن".

ويضيف سلطان للتدليل على كلامه: "سابقاً، كان النهر يصب ما مجموعه مليار و 300 مليون متر مكعب، من المياه العذبة سنوياً في البحر الميت، لكنه الآن لم يعد يحمل سوى كمية ضئيلة، تتراوح بين 20 و 30 مليون متر مكعب فقط".
ولتدني هذا المنسوب بحسب سلطان "آثار سلبية على منطقة البحر الميت، لأنه سيشهد انخفاضاً أكثر فأكثر في منسوبه سنوياً".

يعتبر الخبير المائي والمدرس في الجامعة الأردنية، الدكتور إلياس سلامة، أن "تقارير جمعية أصدقاء أرض الشرق الأوسط مهمة، لكنها في الوقت ذاته مبالغ فيها، وما تحتويه من معلومات يتم تداولها على أساس أنها حقائق بيئية ومائية، وهي ليست كذلك".

ويضيف سلامة: "الجميع يعرف أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر، من بين الدول الخمس المشتركة في نهر الأردن من مياهه، لكن هذا لا يعني أن النهر سيجف خلال العام المقبل".

ويبين سلطان، أن إسرائيل أقامت منذ عقود سداً ترابياً يسمى آلموند، حجزت بموجبه كمية كبيرة من المياه لصالحها، وبالتالي حجبت جزءاً من حصة الأردن، وهذا السد بني على بحيرة طبريا، مما منع تدفق المياه إلى النهر من الجهة الأردنية".

ولم تكتف إسرائيل بذلك كما يضيف سلطان "بل تقوم بتلويث الجزء الأردني، من خلال إلقاء نفايات المصانع فيه، لتلويث مجراه المائي الذي يشهد كميات كبيرة من النفايات، الناتجة من مياه الصرف الصحي، ومخلفات تربية الأسماك".

وتقترح جمعية أصدقاء الأرض، في سبيل المحافظة على الجزء المتبقي من نهر الأردن، مخاطبة الجهات ذات العلاقة محلياً وعربياً، للتدخل لوقف سحب المياه بصورة جائرة من النهر.

ويرى تقرير الجمعية أن تحسين إدارة مياه النهر "سيتيح لإسرائيل توفير كمية تقريبية من المياه تبلغ 517 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنوياً، كما ستوفر للأردن 305 ملايين متر مكعب من المياه".

ولا تقتصر نتائج الاستغلال الجائر من قبل إسرائيل لمياه نهر الأردن، على انخفاض كمية مياهه المتاحة للأردنيين، بل تتجاوز ذلك "للتسبب بفقدان ما نسبته 50 بالمائة من التنوع الحيواني في النهر" بحسب مدير الجمعية في الأردن المهندس منقذ مهيار، الذي يؤكد أن "الجهات المعنية في هذا الموضوع على المستوى المحلي، لم تحرك ساكناً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وقد حاولنا في "ع"، وعلى مدار أسبوع كامل، الحصول على تعليق رسمي من قبل وزارة المياه والري، أو سلطة المياه حول هذا الموضوع، لكننا لم نحصل على استجابة.

[email protected]