50 شاباً وشابة ينهون برنامجاً تدريبياً لمواجهة ظاهرة العنف والتحرش ضد النساء

 

ع

أنهى مركز القدس للدراسات السياسية بدعم من السفارة النرويجية في عمان برنامجاً تدريبياً لخمسين شاباً وفتاة تحت عنوان: "شباب في مواجهة التحرش والعنف ضد النساء"، وقد اشتمل هذا البرنامج على توعية الشباب والشابات بالبيئة التشريعية الأردنية الخاصة بحماية النساء والفتيات من العنف والتحرش وما تتسم به من عناصر قوة وضعف. كما اشتمل البرنامج على تمليك المشاركين والمشاركات مهارات تنظيم المبادرات عبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة وتفعيل أدوارهم في مواجهة هذه الظاهرة.

وقد تناوب على التدريب كل من الدكتور عيسى المرازيق مدير إدارة التوعية والتدريب في المركز الوطني لحقوق الإنسان، والمهندسة سوسن المطر خبيرة الدعم التقني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما تخلّل البرنامج ألبوم كاريكاتير موجّه للفتيات والفتيان أعدته الفنانة ميس عمر بتكليف من مركز القدس. 

هذا وكان مدير مركز القدس عريب الرنتاوي قد استهلّ الورش التدريبية باستعراض مناخ العنف والتحرش الذي تعكسه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والذي كشفت عنه الدراسات التي أجراها المركز في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن العنف والتحرش قد ازداد إلى مستويات مقلقة، وهو ما يجد تفسيره في أن المجتمع يتغير، وأن المنظومة القيمية التقليدية تتهاوى أمام حقيقة أن الأردن أصبح أكثر انفتاحاً في زمن العولمة، حيث باتت مصادر المعلومات والمعرفة المتاحة شديدة التنوع، ما يوجب عدم السكوت عن هذا العنف والتحرش في المجتمع، والعمل على إيجاد بيئة آمنة للنساء والفتيات، وبلورة سلسلة من المقترحات لتعديل السياسات الرسمية والمنظومة التشريعية لتحقيق هذا الغرض. وأكد الرنتاوي أن هذه الاحتياجات تندرج ضمن حقوق مواطنة النساء من كل الفئات والبيئات والأعمار، حيث أن من حقهن أن يتمتعن بالأمن الشخصي. 

ركز البرنامج التدريبي في محوره الأول على توضيح مفهوم العنف والتحرش، واستعراض المنظومة التشريعية التي تتعلق بحماية النساء من العنف والتحرش، حيث تم تسليط الضوء على الاتفاقيات الدولية، وعلى أبرز القوانين والأنظمة ذات الصلة بقضايا العنف والتحرش، وشرح دورها في الحد من العنف بمختلف أشكاله، وتبيان أهمية إصلاح هذه القوانين، كسنّ قانون شامل يختص بحماية النساء من العنف والتحرش، وتوعية الشباب بأهمية دورهم الذاتي في الارتقاء بسبل محاربة العنف ضد النساء والفتيات داخل نطاق الأسرة وخارجها. كما تم التعريف بالاستراتيجيات والبرامج الوطنية الخاصة بمكافحة العنف والتحرش، وبالهيئات والجهات الرئيسة العاملة في هذا المجال. 

وتطرق البرنامج التدريبي إلى دور الفن وأهمية توظيفه في محاربة ظاهرة العنف والتحرش ضد النساء، حيث استعرضت الفنانة ميس عمر الألبوم الذي أعدته بعنوان "حكاية ليلى"، مستلهمةً فكرته الرئيسة من حكاية ليلى والذئب الشهيرة، حيث تعكس الرسومات الكاريكاتورية وما رافقها من شروحات في هذا الألبوم الذي سيطلقه مركز القدس قريباً، تجسيداً فنياً لأشكال من ممارسات العنف والتحرش ضد النساء والفتيات، وتعميق الوعي بأضرارها البالغة، ووجوب كشفها، وعدم سكوت النساء بخاصة والمجتمع بعامة عنها.

أما المحور الآخر في البرنامج التدريبي، فقد ركز على دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الدفاع عن حقوق النساء، وعلى طرق توظيفها لهذا الغرض، حيث تم التعريف بأهم مواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها لعب دورٍ فاعل في هذا المجال، إضافة إلى مهارات استخدامها في إعداد وكتابة المحتوى المقروء والمرئي في إطار حملات المدافعة عن حقوق المرأة، وآليات إيصاله إلى أكبر عدد ممكن من الشباب والشابات وأفراد المجتمع، بالإضافة إلى طرق حماية وسائل التواصل الاجتماعي من الاختراق، كذلك وفّرت الورش للمشاركين فرصة التعرّف على خطوات بناء حملات المدافعة وطرق الترويج لها بأقل التكاليف بحيث تكون ناجعة وتؤدي أهدافها، وتكون في متناول الشباب بعيداً عن أي معوقات. وقد اختُتم البرنامج التدريبي بتطبيقاتٍ عملية نفّذها المتدربون، حيث عملوا على تصميم حملات مدافعة، ثم قاموا بعرضها وتقييمها. 

ويعدّ هذا البرنامج التدريبي أحد ثلاثة محاور يعمل عليها المركز منذ سنوات الى جانب محور الدراسات، ومحور إصلاح التشريعات الخاصة بحماية المرأة من العنف والتحرش.