اختتم مركز القدس للدراسات السياسية ومؤسسة كونراد أديناور برنامجاً تدريبياً استهدف أكثر من خمسين شاباً وشابة يمثلون أثنين وعشرين حزباً سياسياً بهدف اعداد جيلٍ جديد من القيادات الحزبية الشابة، سعياً لحفز الحياة الحزبية وتطوير دور الأحزاب في انتاج جيل من القيادات الشابة الواعدة، وتعزيز المشاركة السياسية للشباب تماشياً مع جهود التحديث السياسي التي تمر بها المملكة. وتكون البرنامج التدريبي الأول من ثلاث ورشات، امتدت كل واحدة منها ليومين متعاقبين.
وسيشرع المركز والمؤسسة الشهر المقبل، بتنفيذ برنامج مماثل يستهدف تمكين خمسين شاباً وشابة آخرين، من أحزاب مختلفة، وأخرى قيد التأسيس
محاور التدريب اشتملت عدة محاور، تركّز أولها على تعميق وتعزيز الثقافة السياسية والمدنية والحقوقية للشباب، حيث جرى التركيز على حزمة القوانين والتشريعات الناظمة للحياة السياسية والعمل العام، فقد تم توضيح المبادئ العامة للدستور الأردني وتسليط الضوء على أبرز القوانين الناظمة للعمل السياسي التي أقرت مؤخراً وهي قوانين الانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية وكذلك قانون الهيئة المستقلة للانتخاب والقوانين الناظمة لحرية الرأي والتعبير كقانوني حق الحصول على المعلومات والجرائم الالكترونية ، كما تم التطرق لقانوني الجمعيات و الاجتماعات العامة لأهميتها في ممارسة العمل السياسي والعام.
وجرى تنظيم حواريات شبابية مع قياداتٍ حزبية شابة استطاعت أن تحجز لها مكاناً لنفسها مكانة قياديةٍ داخل أحزابها، حيث شهدت هذه الحواريات تبادلاً للخبرات والآراء والتجارب، حول مفاهيم الهوية الوطنية والمواطنة والحزب السياسي، ومتاقشة واقع مشاركة الشباب في العمل الحزبي وسبل تطويره.
المحور الثاني من البرنامج التدريبي ركّز على معايير الديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب السياسي، حيث عمل المشاركون على بلورة هذه المعايير والتعرف على مدى تمثلها في الأحزاب المشاركة، من خلال استعراض عناصر القوة والضعف في أنظمتها الداخلية.
وتمكن المشاركون والمشاركات من بلورة عشرة معايير أساسية، تبدأ من طرق تشكيل هيئات الحزب القيادية ودورية انعقاد مؤتمراته وتجديد قيادته وشفافيته المالية، وطرق اختياره لمرشحيه في الانتخابات العامة، وأنظمة التقاضي ونفض النزاعات داخل الحزب السياسي، إلى غير ما هناك من معايير تمس أسس العمل اليومي للحزب.
وتم خلال الورشة إطلاع المتدربين والمتدربات على تجارب دولية حول أليات أختيار الأحزاب السياسية لمرشحيها في الانتخابات، حيث تعد طريقة اختيار مرشحي الحزب السياسي للانتخابات العامة واحدة من معايير الديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب السياسي.
أما المحور الثالث من البرنامج االتدريبي فقد ركز على مهارات التواصل السياسي والإعلام، حيث تم تدريب المشاركين على أساسيات ومهارات مخاطبة الجمهور وتقنيات صياغة رسالة الحزب، وطرق إيصالها للفئات المستهدفة، وقدم خبراء ومختصون تدريبات على تقنيات انتاج الفيديوهات القصيرة، وجرى إفساح المجال أمام المشاركين للقيام بتطبيقاتٍ عملية من خلال تقديم الرسائل الحزبية أمام الكاميرا، وجرى إنتاج أكثر من ثلاثين فيديو قصير لهذه الغاية.
وتولى التدريب في البرنامج كل من الأستاذ احمد الحمودي الخبير في تقنيات التواصل السياسي وتنظيم الأحزاب من تونس، الأستاذ صدام أبو عزام، الخبير القانوني والأستاذ ثامر العوايشة الإعلامي المتخصص في شبكات التواصل الاجتماعي والإعلامي ريحان حتر.
وفي بداية الورشة الثالثة للبرنامج، عرض المدير المقيم لمؤسسة كونراد أديناور في الأردن الدكتور إيدموند راتكا، للتجربة الألمانية في مجال التربية المدنية ومشاركة الشباب في العمل السياسي والحزبي، كما شارك مدير مركز القدس عريب الرنتاوي، في جلسات البرنامج المختلفة بمداخلات حول العناوين موضوع البحث.