يوم علمي يعرض للتقنيات الحديثة في عمليات التخدير والتحديات التي تواجه الأطباء
نظمت الجمعية الأردنية لأطباء التخدير والعناية المركزة ومعالجة الألم بالتعاون مع قسم التخدير والعناية الحثيثه في كلية الطب في الجامعه الأردنيه يوماً علمياً استعرضت فيه التقنيات الحديثة في عمليات التخدير والتحديات التي تواجه الأطباء في التخدير والعناية الحثيثة.
اليوم العلمي الذي حضره وافتتحه رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة جاء استكمالاً لسلسلة الندوات والأيام العلمية التي أقامتها الجمعية ضمن دورها الريادي في مواكبة أبرز التطورات الحديثة التي طرأت على تخصص طب التخدير، الذي يعد واحداً من التخصصات الطبية الضرورية فى مجال المهن الطبية، ومناقشة الأبحاث العلمية المنشورة في التخصص داخل الأردن وخارجه، والوقوف على أبرز الممارسات والتقنيات الجديدة التي توصل لها الأطباء في عمليات التخدير وإجراءاتها المتعددة.
وقال القضاة إن إقامة مثل هذه الأيام والندوات الطبية وما تسلطه في مناقشاتها على كل ما يطرأ على علوم الطب يبعث في القلب الطمأنينة على مسيرة مهنة الطب، ومسيرة كلية الطب أيضا التي تبوأت مكانة متميزة بين نظيراتها محليا وإقليميا وعالميا، لحرص القائمين على إقامتها لمحاكاة كل ما هو جديد طرأ عليها، مشيدا بجهود الجمعية في تنظيم أيامها العلمية باستمرار فهي خير مثال للمخلصين لها.
وأشار إلى أن مهنة الطب يعصف بها الكثير من التحديات أبرزها ازدياد أعداد الطلبة الدارسين، وقد بلغ عددهم على مقاعد الدراسة أكثر من (10) آلاف طالب وطالبة، وهو أمر مقلق، ولا بُد من السيطرة على تلك الزيادة، مؤكدا أنه في حال لم يتم السيطرة على ذلك فلا بد من السيطرة بالمقابل على النوعية، وعلى كليات الطب العمل وضمن منهجيات واضحة وثابتة على تخريج كوادر من الأطباء وفق إمكانيات وقدرات عالية المستوى لتقديم خدمات صحية أكثر أماناً وجودة.
في حين قال رئيس الجمعية الدكتور عبد الكريم العويدي العبادي إن إقامة الأيام العلمية تأتي كجزء من أهداف ونشاطات الجمعية في سبيل زيادة المعرفة بعلم التخدير الذي هو في تطور مستمر والاطلاع على كل ما هو جديد حياله ، خصوصا أنه قد تم استحداث أدوية وعقاقير جديدة أسهمت في تنوع طرق التخدير، وأجهزة حديثة مساعدة سواءً كانت في المراقبة أو في الإجراءات التخديرية، حيث إن جميع هذه التطورات أدت إلى أن يكون إجراء التخدير أكثر أمناً، والابتعاد عن حصول المضاعفات.
وأوضح أن تخصص طب التخدير يلعب دورا حيويا وأساسياً في تخفيف آلام المريض ونجاح وتطور العمليات الجراحية، لأن طبيعة المهنة تعتبر من المهن الصعبة، فطبيب التخدير يمضي وقته كله في غرف العمليات، ومسؤولية مباشرة عن العلامات الحيوية للمريض أثناء عملية تخديره ويمثل خط الدفاع الأول في تصحيح أي خلل يحصل فيها. ويكون عمله مبنيا على دقة كبيرة تخضع لعمليات حسابية، تتعلق بعمر المريض، ووضعه الصحي والمدة التي تستغرقها العملية.
وأكد العبادي أن هناك صعوبات تواجه طبيب التخدير خلال عمله أبرزها التعامل مع الحالات المرضية المعقدة ومدى توافر الإمكانيات اللوجستية لضمان إجراء تخدير آمن وخال من أي مضاعفات. وتطرق العبادي الى قسم التخدير في كلية الطب ومستشفى الجامعة الأردنية، وبين أنه يضم كفاءات مميزة ومدربة ويتدرب فيه الكثير من المقيمين ضمن برنامج الاختصاص العالي ونفخر بخريجينا وبتميزهم داخل الأردن وفي العالم العربي والأجنبي .
عميد كلية الطب في الجامعة الدكتور إسلام مساد، كانت له مداخلة قيمة تطرق فيها لعدد من الموضوعات منها ما يتعلق بتخصص طب التخدير الذي لم يكن مقبولا واقعه في السابق، لكنه وبفضل أعضاء القسم وما بذلوه من جهود جبارة لتطوره عكس صورة مشرقة دفع إلى إقبال الكثير من الطلبة خريجي الجامعات الاردنية على دراسته، وأكد أن الطريق مفتوحة أمامنا للتطور أكثر فأكثر في دعوة منه لأصحاب القرار للنظر في هذا الاختصاص وإدخال طرائق تعليمية حديثة في تدريسه والتدريب عليه من خلال إدخال أنظمة التعلم الحديثة، وإكساب طلبته أخلاقيات المهنة في ظل قانون المساءلة الطبية الذي يعيشونه.
ودعا مساد أصحاب القرار إلى ضرورة عقد اللقاءات ودمج المؤسسات المختصة بالصحة مثل المجلس الصحي العالي ونقابة الأطباء للنظر في هذا الأمر، والتفكر بمستقبل المهنة التي استحدث فيها عدد من التخصصات الفرعية وباتت تنمو بسرعة فائقة.
اليوم العلمي على امتداد جلساته ناقش أوراق عمل مختلفة ومتنوعة في الطرح، تناولت موضوعات حول مدى تحقق الجودة في عمليات التخدير، مثل الإقرار الطبي المستنير والمبني على المعلومات للمرضى. واستخدامات المضادات الحيوية في البكتيريا المقاومة، وإجراء التخدير بطرق تستثني أدوية علاج الألم الأفيونية، ومدى خطورة عمليات التخدير على المرضى في حالة الطوارىء، والإفاقة أثناء عمليات التخدير، كما تخلل اليوم العلمي، ورشة عمل حول صعوبات أنببة المجاري التنفسية للأطباء الجدد.