"هندسة الأردنية" تترأس المؤتمر العلمي الأول لملتقى كليات ومدارس وأقسام العمارة في الجامعات العربية
قدّم المؤتمر العلمي الأول لملتقى كليات ومدارس وأقسام العمارة في الجامعات العربية، الذي عقد بعنوان "التواصل الافتراضي في التعليم المعماري والعمراني" توصياته في جلسته الختامية ضمن ستة مستويات معمارية وعمرانية.
وجاءت التوصيات مؤكدة على ما تتضمنه اختصاصات وبرامج العمارة والعمران من خصوصية تميزها كونها تجمع بين العلم وما يشتمل عليه من نظريات علمية والفن وما يشتمل عليه من جوانب فلسفية تضفي على العمل المعماري أبعاداً إنسانية تلامس الأحاسيس والتفاعلات بين الإنسان والمكان، الأمر الذي يحتّم اعتماد أحدث أساليب التواصل الافتراضي التي تحاكي التواصل المباشر بين المدرس والطلبة، وتضمن التفاعل المطلوب بين طالب العمارة والمكان بكل مضامينه وقضاياه المطروحة.
كما وأكدت التوصيات على أهمية العمل المشترك بين كليات وأقسام ومدارس العمارة في الجامعات العربية لتخطي الظروف الاستثنائية التي مرت على العالم بسبب انتشار جائحة كورونا والاستفادة من هذه التجربة في ابتكار حلول معمارية وعمرانية تواكب المتغيرات المفروضة وتكمل مسيرة النهوض بالمجتمعات الإنسانية على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
وعلى مستوى العملية التعليمية والتقييم شددت التوصيات على ضرورة العمل على إحصاء المشاكل التي تواجهها عمليات التعليم الافتراضي في مجالات العمارة والعمران في كليات وأقسام ومدارس العمارة في الجامعات العربية وصولاً إلى تنسيق الجهود المشتركة لحلها عبر تبادل الخبرات في كافة المستويات.
ودعا المؤتمرون إلى التأكيد على أهمية التواصل بين كليات وأقسام ومدارس العمارة في الجامعات العربية والتحضير لورش عمل مشتركة للاستفادة من التجارب الناجحة في مجال التعليم الافتراضي لمواد العمارة والعمران وتدريب الكوادر التعليمية على هذا النمط من التعليم، وتحفيز العمل على مشاريع بحثية تواكب التطور الكبير في مجال الاتصالات ودراسة إمكانية الاستفادة منها في تأمين المحاكاة المطلوبة لعمليات التعليم في مجالات العمارة والعمران بما يضمن جودة العملية التعليمية ونجاحها.
وفيما يتعلق بمستوى دعم الطلبة وتأمين المناخ التعليمي الأمثل لهم فأوصى المؤتمرون بضرورة استطلاع آرائهم حول تجربتهم مع التعليم الافتراضي للتعليم المعماري والعمراني للوقوف عند الصعوبات التي واجهتهم، تمهيدا لإيجاد الحلول المناسبة لهذه الصعوبات وتذليلها، وكذلك العمل على تنظيم نشاطات مشتركة بين طلاب كليات وأقسام ومدارس العمارة في الجامعات العربية بهدف حثهم على التفاعل فيما بينهم والاستفادة من تجارب بعضهم البعض.
وعلى مستوى تطوير البرامج التعليمية ومواكبة متغيرات سوق العمل فقد جاءت التوصيات لتذكر بأهمية الاستفادة مما يوفره تطور التقنيات الحديثة في مجالات البرمجة والكمبيوتر من إمكانيات يمكن من خلالها تطوير عمليات التعليم المعماري والعمراني بما يتناسب مع واقع العصر واحتياجات سوق العمل للخريجين على المستويات المحلية والعربية والعالمية.
وركز المؤتمرون على ضرورة دراسة إمكانية فتح مقررات مشتركة بين كليات واقسام ومدارس العمارة في الاقطار العربية يتم خلالها تبادل الخبرات والبرامج والتطبيقات بما يساعد على رفع المستوى التنافسي للخريجين وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
وطالب المؤتمرون بالتواصل مع الجهات المانحة للاعتمادات الأكاديمية لبرامج العمارة على المستوى العربي والعالمي والعمل معها للوصول إلى رؤى مشتركة حول دمج عمليات التعليم الافتراضي ضمن الآليات المعتمدة بما يتناسب مع الواقع المستجد ويضمن أعلى معايير الجودة.
وأوصوا بدعوة كليات وأقسام ومدارس العمارة في الجامعات العربية الحاصلة على الاعتمادات الأكاديمية الدولية أو العربية إلى مشاركة تجاربهم مع بقية الجامعات في الوطن العربي، وذلك للإضاءة على أهمية هذه الاعتمادات وكيفية الحصول عليها.
ووصولاً إلى مستوى العمل العربي المشترك، فقد دعت التوصيات إلى العمل على إنشاء خلية أزمة ضمن لجنة التنسيق والمتابعة لملتقى كليات وأقسام ومدارس العمارة في الجامعات العربية؛ بهدف تخطي تداعيات جائحة كورونا وتقديم الدعم التقني لكليات وأقسام ومدارس العمارة من خلال تفعيل التوصيات المذكورة.
إلى ذلك، أشار رئيس المؤتمر عميد كلية الهندسة في الجامعة الأردنية الدكتور علي أبو غنيمة إلى أن المؤتمر الذي نُظّم برعاية أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو سلامة وبإشراف الأمين العام لجمعية كليات الفنون الجميلة الدكتور محمد الحاج ناقشت جلساته ضمن أربعة محاور الإمكانيات والمتطلبات والتحديات في واقع التعليم الافتراضي، والتحولات الرقمية في التعليم المعماري، ودور المؤسسات التعليمية في مواجهة تحديات التعليم الافتراضي، إضافة إلى الآفاق المستقبلية بهذا الشأن.