"نحو صحافة تذهب لملاقاة الناس، كيفما وأينما كانوا"
أصدر المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، اليوم الاثنين، بيانًا قدّم فيه رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الـ55 لوسائل الاتصالات الاجتماعية، والتي حملت هذا العام عنوانًا رئيسيًا "هلم وانظر"، وعنوانًا فرعيًا: "التواصل من خلال لقاء الأشخاص أينما هم وكيفما هم"، حيث تدعو الجسم الصحفي إلى الخروج لملاقاة الناس وجهًا لوجه، فلا شيء يمكنه أبدًا أن يحل مكان الاطلاع الشخصي على الوقائع.
وجاء في البيان الموقّع من مدير المركز الأب د. رفعت بدر، انّ الرسالة الإعلاميّة البابوية تحض لهذا العام الصحفيين، على عدم البقاء خلف أجهزة الكمبيوتر أو داخل غرف الأخبار، لما يترتب عليه من خطر الرتابة وفي تكوين وعرض أخبار مشابهة على القنوات التلفزيونيّة والمحطات الإذاعية وعلى المواقع الإلكترونيّة، من دون تلمّس حقيقة الأشياء وحياة الأشخاص الملموسة، وفهم الظواهر الاجتماعية أو الطاقات الإيجابيّة التي تنبعث من قاعدة المجتمع.
وتشدّد الرسالة التي تُوقع في 24 كانون الثاني من كل عام على أهميّة "الخروج إلى الشارع" و"استهلاك نعال الأحذية" للقاء الأشخاص والبحث في قصصهم، أو للتحقق من مواقف معينة وجهًا لوجه. فالصحافة تتطلّب القدرة على الذهاب والخروج والرغبة في الرؤية بانفتاح وشغف. وفي هذا السياق، يشكر البابا فرنسيس العديد من المهنيّين على شجاعتهم والتزامهم، من صحفيين ومصورين ومحررين ومخرجين، الذين يجازفون بحياتهم للتحدث عن قضايا الأقليات المضطهدة والظلم ضد الفقراء أو حتى الحروب المنسية، وينقلون الصورة الحقيقيّة غير المفرغة من مضمونها، ويروون ما شاهدته أعينهم من خبرات وقصص إيجابيّة، ويقدّمون إسهاماتهم دون "حسابات مزدوجة"، ويشاركون شهاداتهم الغنيّة من أجل خير الإنسان والإنسانيّة. كذلك يحيي جهود أهل الصحافة والإعلام على ما يبذلونه في فترة الوباء وحالياً توزيع اللقاحات لما يضمن حصول الجميع عليها بدون تمييز بين الفقراء والأغنياء، لا على مستوى الدول أو الأفراد.
وفي الوقت عينه، يضيف المركز الكاثوليكي في بيانه، تلفت الرسالة الانتباه إلى أنه من الممكن التلاعب بسهولة بالأخبار وحتى بالصور، لآلاف الأسباب، وأحيانًا حتى لمجرد نرجسية مبتذلة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بالتالي، تشدّد على أهميّة أن تكون هنالك قدرة أكبر على التمييز، وحسٍّ أكثر نضجًا بالمسؤوليّة، سواء عند انتشار المحتويات أو عند تلقيها. وتقول: "جميعنا مسؤولون عن الاتصالات التي نقوم بها، وعن المعلومات التي نقدمها، وعن التحكم الذي يمكننا أن نمارسه معًا على الأخبار الكاذبة، لنكشفها. جميعنا مدعوون لنكون شهودًا على الحقيقة: لنذهب ولنر ولنشارك".
هذا وتختتم الرسالة بالدعاء التالي: "علمنا يا ربّ أن نخرج من أنفسنا، وأن ننطلق في البحث عن الحقيقة. علمنا أن نذهب ونرى، علمنا أن نصغي، وألا نعزز الأحكام المسبقة، وألا نستخلص استنتاجات متسرعة. علمنا أن نذهب إلى حيث لا يريد أحد أن يذهب، وأن نأخذ الوقت الكافي لنفهم، وأن نولي الاهتمام للجوهري، وألا نسمح للفائض بأن يلهينا، وأن نميِّز المظهر المخادع عن الحقيقة. امنحنا النعمة لكي نتعرّف على مساكنك في العالم والصدق لنخبر بما رأيناه".