بيان صادر عن جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة بخصوص إنقطاع التيار الكهربائي
في الوقت الذي تفتخر به جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة في إنجازات قطاع الكهرباء من حيث الشمولية والتوافرية على مدار الساعة وإدخال نسبة جيدة من الطاقة المتجددة في خليط الطاقة فقد تفاجأت الجمعية كباقي الشعب الأردني بإنقطاع كلي للتيار الكهربائي على جميع مناطق المملكة يوم الجمعة الموافق 21/5/2021 دام لأكثر من أربعة ساعات في زمن أصبح أمن التزود بالكهرباء وإستمراريته على مدار الساعة أو إعادته في حال إنقطاعه مباشره أو بوقت قياسي سمة عالمية تتمتع بها الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وذلك لأهمية الطاقة الكهربائية في جميع مناحي الحياة والأثار السلبية التي يتركها إنقطاع التيار الكهربائي على الفرد والمجتمع وعلى جميع القطاعات دون إستثناء.
إن جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة تأسف ولهذه الساعة لعدم وجود رد او جواب شافي ونهائي من الحكومة الاردنية عن سبب هذا الانقطاع، حيث لا زالت الرواية الحكومية تتأرجح بين وضع اللوم على خط الربط الكهربائي مع جمهورية مصر العربية الشقيقة الامر الذي نفته الاخيرة وبين تذبذب التيار الكهربائي نتيجة دخول كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية المتولدة من الطاقة المتجددة، ولاسباب عديدة اخرى يعتقد بعض المطلعين لم تخوض بها الوزارة والتي قد يكون منها انقطاع امداد الغاز الطبيعي من الكيان الصهيوني الى محطات توليد الكهرباء. وقد انتهى الامر بالحكومة بالتعاقد مع احدى الشركات العالمية لدراسة وبيان اساب هذا الانقطاع، علما بأنه من المفترض ان تكون معرفة الاسباب الحقيقية لهذا الانقطاع الشامل ليس بالاحجية ولا بالامر الصعب من خلال مركز التحكم بالنظام الكهربائي.
هذا وبغض النظر عن السبب الحقيقي الذي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي وبغض النظر عن تضارب التصريحات الحكومية بهذا الخصوص، فأن جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة تطرح التساؤلات التالية:
1- لقد تم التوسع ببناء محطات توليد الطاقة الكهربائية بطريقة غير مدروسة حتى اصبحت القدرة التوليدية في المملكة تزيد عن 5300 ميجاواط مقابل حجم استهلاك أدنى (Base Load) 1200 ميجاواط أو بمعدل يومي عام ل2800 ميجاواط (أو بحده الأعلى Peak Load 3300 ميجاواط) الامر الذي يحمل الخزينة على ما يزيد عن 350 مليون دينار في السنة تدفع للشركات المولدة دون توليد كامل قدرتها الانتاجية على ان تبقى هذه المحطات الاحتياط والاستعداد لتوليد الكميات المطلوبة منها مباشرة عند الحاجة. ولكن للاسف لم تقم اي من هذه المحطات المباشرة بتوليد الكهرباء بالوقت القياسي المطلوب.
2- اذا كان السبب تذبذب بالتيار الكهربائي على خط الربط الاردني-المصري وتم فصل الخط حفاظا على استقرار الشبكة الوطنية فلماذا لم يتم تشغيل محطات توليد الكهرباء الاردنية مباشرة او قبل فصل الخط الاردني-المصري؟! ام نحن نعتمد بشكل كبير على التزود بالكهرباء على الجانب المصري حيث هي الارخص كلفة؟ اذا كان الامر كذلك فما هي الحاجة لفرق اسعار الوقود التي كانت تتقاضاها الحكومة من المواطنين بحجة ارتفاع اسعار الوقود عالميا؟ واذا كان فعلا سبب الانقطاع راجع الى تذبذب التيار على خط الربط الاردني المصري، فهل تتحمل مصر جزء من المسؤولية؟!
3- واذا كان السبب تذبذب التيار الكهربائي على الشبكة الوطنية نتيجة دخول 40% من الحمل في ذلك اليوم من الطاقة المتجددة، فأين مركز المراقبة والتحكم والذي يعمل بواسطة كمبيوترات وبرامج مهمتها موازنة انتاج الكهرباء اوتوماتيكيا من مختلف مصادر التوليد حسب الاحمال المطلوبة حيث يقوم بتشغيل المحطات واطفاءها حسب الحاجة للكهرباء، وهل هذه البرامج والكوادر الفنية كانت على رأس عملها وتعمل عند حدوث الانقطاع؟!
4- وفي حال كان السبب توقف امدادات الغاز من الكيان الصهيوني بسبب الاحداث الاخيرة في فلسطين المحتلة فأن جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة تصر على موقفها الثابت بأن غاز العدو احتلال وإرتهان لقرارات العدو.
5- ان جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة تصر على موقفها الثابت والرافض لبناء مفاعلات ذرية لانتاج الكهرباء، حيث ان مثل هذا الانقطاع بالتيار الكهربائي بحاجة الى ايام أو اسابيع لاعادته في حال وجود مفاعلات ذرية.
واخيرا تتمنى جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة على اصحاب القرار مراجعة استراتيجية الطاقة والاتفاقيات المبرمة وإشراك الخبراء ومؤسسات المجتمع المدني والوقوف على الاسباب الحقيقية لهذا الانقطاع واتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لتجنب تكرار مثل هذا الانقطاع في المستقبل.
الدكتور كمال خضير
رئيس جمعية مركز الدراسات الإستراتيجية للطاقة