انطلاق أعمال مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانات المواجهة" في "الأردنية"
انطلقت في رحاب الجامعة الأردنية اليوم أعمال مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانات المواجهة" الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وبالشراكة مع الجامعة الأردنية ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجامعة بيرزيت.
وأكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة في كلمة ألقاها أن المؤتمر جاء لبحث موضوع يتصل بأبهى المدن ودرتها وهي القدس الشريف.
وأشار إلى أن للقدس والأردنيين قصتها منذ أن كانت الطريق إليها عنوان معرفة وحياة اجتماعية وعلاقة متينة بين الناس، ومن ثم هي جهاد وشهادة وبطولة للجندي الأردني في ساحاتها واسوارها، وللقدس والقيادة الهاشمية قصة اعمار ودفاع مستمرة منذ الحسين بن علي رحمه الله مفجر نهضة العرب وباعث همتهم لأجل الحرية، مرورا بعبد الله المؤسس شهيدا وقائد جيوشها في حرب 1948، وطلال المشروع والحسين الباني المدافع عنها، ووصولا إلى كافلها والوصي عليها وراعي عمارتها واوقافها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
وتابع القضاة أن الوضع الراهن في القدس وإمكانيات المواجهة هو العنوان الذي سلكه المؤتمر يحتاج من الجميع وضع استراتيجيات شاملة لملف القدس لتعميق المعرفة حول المدينة وطبيعة ظروفها وتحصين مجتمعها وتمكين الناس هناك في سبيل البقاء لأجل العروبة والاسلام والمسيحية.
وشدد على الجامعة وضعت نصب عينها الاهتمام بالقدس فكانت حاضرة في مؤتمراتها ومساقاتها التعليمية ومتطلباتها التدريسية، وحراك طلابها وابداعاتهم، لافتا إلى أن الجامعة خطت خطوات كبيرة نحو وقفية لأجل القدس لدعم طلابها بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة.
بدوره بين رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية طارق متري أن لقضية القدس جذورا عميقة وأبعادها كثيرة تجعلها قضية تتقاطع فيها جملة من القضايا الروحية والمادية والسياسية والرمزية والوجدانية والعقلانية والكونية، وارتباط الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بالقدس ارتباط لا فكاك منه بالأيمان ووعي الذات والذاكرة والتراث.
واستعرض متري الافعال التأسيسية التي جعلت من قضية القدس تشغل الرأي العام وخاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لـ "إسرائيل"، الذي مثل تحديًا كبيرًا للفلسطينيين والعرب، لا يقل خطورة عن وعد بلفور المشؤوم، ولأنّ القدس هي جوهر القضية الفلسطينية، ومفتاح الحرب والسلام في الشرق الأوسط، ومن دون إيجاد حل عادل ودائم لها، تبقى تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي غير ممكنة، وظهر ذلك بوضوح في انتفاضة الشعب الفلسطيني والعربي ضدّ القرار الأميركي.
وقال إن المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين الأردنيين والدوليين، يهدف إلى الوقوف على الوضع القانوني للقدس، والبحث في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني، ودور الحركات الجماهيرية في المدينة التي تواجه سياسات الاحتلال والتهويد.
وفي سياق متصل عرض رئيس مجلس أمناء المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور طاهر كنعان دور المركز الذي تأسس بالدوحة عام 2011 لدعم التفكير العقلاني والبحث العلمي في شؤون المجتمعات والدول العربية وقضاياها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، على المستويات النظرية والتطبيقية.
وبين أن المركز يسعى لأن يكون حاضنة للتعارف والتواصل والحوار بين العلماء والمفكرين والباحثين العرب في الجامعات ومراكز البحث في البلدان العربية، وتشبيك جهودهم واسهاماتهم الفكرية والبحثية ، والمؤتمر فرصة لذلك.
ويشكل المؤتمر فضاءً للحوار وفرصة لقراءة مغايرة لأوضاع القدس، والتفكيرجليًا في المواقف التي يمكن تطويرها، خاصة بعد ما استطاعت إسرائيل، بعد نصف قرن من احتلالها للقدس، أن تسيطر على نحو 87 % من مساحة الشطر الشرقي، وتهويده بمحاولة لرفع عدد السكان اليهود فيه بالنسبة إلى العرب، في نوع من "حرب ديموغرافية "، وزرعه بحلقات مختلفة من المستعمرات، وتفتيت نسيجه الحضري والاجتماعي والاقتصادي، وعزل الشطر الشرقي للمدينة عن باقي الضفة الغربية، وتوّجت ذلك بجدار الفصل العنصري.
ويسلط المؤتمر الضوء على محاور متعددة تتعلق بالقدس: سياسيًا وقانونيًا وإعلاميًا وديموغرافيًا، إضافة إلى الحراكات الاجتماعية والتغيرات المعاصرة، وقضايا وإشكاليات حالية ومستقبلية على مصير القدس ومصير القضية الفلسطينية عمومًا.
وشهدت جلسات المؤتمر في يومه الأول أربع جلسات قدمها نخبة من الباحثين تناولت السياسات الأميركية تجاه القدس، القدس في القانون الدولي والسياسات الأوروبية، القدس وسياسات الاستيطان، في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.
ويناقش المؤتمرون في جلسات المؤتمر في اليوم الثاني والثالث الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والاستعمار الإحلالي وسياساته الديموغرافية والعمرانية (1)، والاستعمار الإحلالي وسياساته الديموغرافية والعمرانية ( 2)، وفي سياسات المحو الثقافي، والتعليم في القدس: مواجهة التحديات، والتعليم في القدس: فضاء للسيطرة / المقاومة، والشباب المقدسي: تجارب نضالية جديدة، والصراع على الصورة والمكان (1)، والصراع على الصورة والمكان ( 2)، والقدس في الإعلام الدولي.
يشار إلى أن المؤتمر جاء ضمن أولويات الجامعة الأردنية الداعمة للحق العربي الاسلامي في القدس والوصاية الهاشمية في المدينة المقدسة، لدعم التحرك السياسي الأردني الرامي إلى تسليط الضوء على أهمية القدس والقضية الفلسطينية.