النميري والرفاعي وحسين حلّقوا بقصائدهم في شؤون الروح والحياة
برعاية رئيس مجلس حوارة السيد نبيل طناش شطناوي، نظم فرع رابطة الكتاب الأردنيين مساء الأربعاء الماضي، أمسية شعرية بمشاركة الشعراء: محمد النميري، نضال الرفاعي، ومحمد حسين، أدارها وشارك فيها الشاعر أحمد طناش شطناوي بحضور مدير ثقافة إربد الشاعر عاقل الخوالدة وحشد من الأدباء والمثقفين والمهتمين.
واستهل الأمسية بالقراءات الشاعر محمد النميري الذي مجموعة من القصائد من مثل:»احمل متاعك وارتحل، أحلام مؤجلة، توبة، ويا رب» قصائد أحذت منحى ذاتيا إلى جانب فضاءات العشق والأحلام التي باتت مؤجلة في عرف الشاعر الذي أمعن أيضا في قراءة الروح والعينين التي يولد من أجلها من جديد، فنجده الشاعر الذي لا شيء يسعفه وأرضه لم تعد مأوى لشعره فكان العربي الذبيح والطريد أينما يمم قلبه..
من احدى قصائده يقول:» لأعلى قمة في الكبرياءِ/أحاول مدَّ أجنحة البقاءِ/وأرقب في ضباب العمر نجما/دليلا للهدى قبل الفناءِ/إلى عينيك إن ما زلت حيّا/سأرحل قاصدا وطنا شهيّا/وأمحو بؤس أزمنتي لأني/كرهت العيش في الدنيا شقيّا».
القراءة الثانية كانت للشاعر نضال الرفاعي، فقرأ أكثر من قصيدة عاين فيها شؤون الروح الذات الشاعرة، وتلا رسالة من الفاروق التي أمعن فيها تراتيل روحه التي فاضت بالوجد الصوفي شاعر يمتلك لغته الشفافة التي يبث فيها تباريح عشقه راسما بانوراما إنسانية تستقرئ دواخل الإنسان العربي، فكان العاشق والمتيم.
من قصيدته المعنونة «رسالة من الفاروق» يقول فيها:»ارفعْ جَبينكَ للعَلياءِ مُنتَصِبا/وأمهِرْ النَّجمَ طَوعًا وامتَطِ الشُّهُبا/واحمِلْ عن الغَيمِ ماءَ الصَّيفِ مُصطَبرًا/وأمطِرِ الأرضَ وَدْقًا في الشِّتا صَبَبا/جاوِزْ حِمى الشَّمسِ لن تهتَزَّ من قَدَمٍ/
فجَذرُكَ احمَرَّ مسكًا يسكُنُ التُّرَبا/خُذْ لوحَةَ الأرضِ وارسمْ مَجدَنا جَبَلًا/من شَعرِ جَدِّكَ لَوِّنْ صَخرَهُ نَسَبا/واعلَمْ بُنَيَّ بأنَّ الأرضَ تسكُنُنا/فاجعلْ من الرُّوحِ مَهرًا واكتَفِ السَبَبا/هذي بلادٌ عَدوُّ اللهِ يَحسدُها/منذُ ارتوتْ من دَمِ النَّصرِ الذي شُرِبا/قد أثمَرَتْكَ عَزيزًا غيرَ ذي وَهَنٍ/فأجمعْ لنارِكَ من أعدائها الحطَبا».
واختتم القراءات الشاعر محمد حسين الذي قرأ بدوره غير قصيدة من مثل:»كفي الحياء، قبلة، ملجأي» قصائد تنم عن شاعر استطاع أن يلفت الانتباه إليه وثقته بنفسه حين يقف على منصة الشعر وخاصة رابطة الكتاب وغيرها، فهو الشاعر الذي قرأ ما خطه حبر روحه وقلبه، محمد حسين بدأ شاعرا مموسقا ومع الشعر وحقا كان مفاجأة الأمسية لغة وصورا شعرية مدهشة..
من قصيدته «كفي الحياء» نقتطف منها:»كفِّي الحَياءَ ولا تُبدي ليَ الخَجَلا/ إنِّي طَوَيتُ لكِ الدُّنيا لأن أَصِلا/إنِّي لأعلَمُ ما فِي القَلبِ مُحتَجِبٌ/وتَعلَمِينَ بِأنِّي أَرتَدِي الأَمَلا/عَسى بِحارُ نَبيذِ الحُبِّ أَرشِفُها/و أُمنَحُ الشِّعرَ فِي لُقياكِ والقُبَلا/
كُفِّي حَياءَكِ ما فِي النَّبضِ لي جَلَدٌ/لأَن أَراكِ وأَبقى حائِرًا ثَمِلا/لو تَمنَحِيني ضِياءً مُبلِجًا غَسَقي/أو تَمنَحِيني مِدادًا يُوقظُ الغَزَلا».
وقبل نهاية الأمسية ألقى مدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة كلمة أكد فيها أهمية الهيئات الثقافية في مدينة إربد وخاصة رابطة الكتاب الأردنيين التي تعتبر الحاضنة الأولى للمبدعين، وكما أكد التشاركية ما بين مديرية ثقافة إربد رابطة الكتاب والهيئات الأخرى، مشيرا إلى أن المديرية سيكون لها الدور الفاعل في تنشيط الثقافة وخاصة أن مدينة إربد في العام 2021 ستكون مدينة الثقافة وهذا يتطلب منا جمعيا مؤسسات وهيئات ثقافية العمل ووضع الخطط والمشاريع لإنحاح هذه التظاهرة الثقافية.
ومن ثم القى رئيس فرع الرابطة الباحث جرادات كلمة ترحيبية أشاد فيها بأهمية التشاركية في النشاطات ورعايتها من قبل مديرية ثقافة إربد ومباركة للسيد الخوالدة موقعه الجديد مديرا لثقافة إربد، إلى أن تم توزيع الشهادات التقديرية من قبل راعي الأمسية شطناوي ومديرثقافة إربد الخوالدة رئيس فرع الرابطة على المشاركين في الأمسية.