بدعوة كريمة من المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة العربية السعودية، شارك نائب رئيس الجامعة الأردنيّة للشؤون المالية والإدراية مدير مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام الدكتور سلامة النعيمات في أعمال الندوة العلمية "الأرشيفات الوطنية في الدول الإسلامية؛ التجارب المميزة والتوجّهات المستقبلية"، التي نظّمها المركز في الفترة ما بين 8-9 أيار في العاصمة السعودية الرياض، بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي والمجلس الدولي للأرشيف، وبمشاركة دولية وإسلامية وعربية واسعة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للأرشيف الذي يصادف التاسع من أيار من كلّ عام.
وقد شارك النعيمات بورقة حملت عنوان "مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام: الأرشفة من النظام التقليدي إلى النظام الإلكتروني واقع وطموح"، بيَّن خلالها دور مركز الوثائق في حفظ التاريخ والإرث الإسلامي والعربي العظيم، من خلال استعراض مقتنيات المركز وما يحتويه من مخطوطات تجاوز عددها 40 ألف مخطوطة أصلية ومصورة متنوعة جُمِعت من عددٍ من الدول، إلى جانب تِبيان سجلّات المحاكم الشرعية وسجلات الأوقاف والبلديات في مدن بلاد الشام والوثائق والدوريات بهدف تزويد الباحثين والدارسين بما يحتاجونه لدى ظهور داعٍ للرجوع لها أثناء البحث والتأليف.
وعرّج النعيمات أيضًا على مكوّنات المركز، من لجنة بلاد الشام التي أنجزت حتى الآن أحد عشر مؤتمرًا دوليًّا، منها المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام، ومكتبة المركز التي تحتضن آلاف الكتب وأمّهاتها، إضافة إلى مختبر صيانة وترميم الوثائق والمخطوطات التابع للمركز.
وأكّد النعيمات خلال الورقة على أهمية الأرشفة الإلكترونية بأحدث التقنيات، حيث قال إنّ المركز انتقل من مرحلة التوثيق من أجل الحفاظ على ذاكرة الأمة، ما أطلق عليه النظم التقليدية، إلى مرحلة دعم ومساندة اتخاذ القرار والإيفاء باحتياجات الباحثين والدارسين، والذي أسماه بالنظم الإلكترونية، وذلك عبر مراحل شهدت تحويل جميع مقتنيات المركز من مُصغَّرات فيلمية وورقية إلى نسخ إلكترونية باستخدام ماسحات ضوئية، والعمل على معالجة المعلومات المدخلة والقيام بعمليات التكشيف والفهرسة والتصنيف من أجل تسهيل عملية استرجاع المعلومات بسهولة وفق قاعدة بيانات خاصة بالمركز. وتخلّل شرحه المُفصّل ذاك عرضًا لصور تبرز أهم أجهزة الأرشفة الإلكترونية المتواجدة في المركز.
وقدّم النعيمات شكره إلى الممكلة العربية السعودية ممثّلةً بالمركز الوطني للوثائق والمحفوظات على حسن الضيافة والاستقبال داعيًا إلى مزيدٍ من التعاون والتشارك لأجل خدمة الإرث الإسلامي والعربي المجيد.
وفي كلمة للمشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فهد بن عبد الله السماري، أكّد على أهمية هذه الندوة وأهدافها المستقبلية المُتمثّلة في الدعوة لإقامة تكتّل أرشيفي إسلامي يسهم في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، ويُوفّر الدعم اللازم للأرشيفات الوطنية في الدول الإسلامية الأقل نموًّا، ويُسهم في تدعيم العلاقة بالمجلس الدولي للأرشيف في جهوده لتقريب الشعوب والباحثين والاستفادة من الخبرات والكفاءات.
كما سلّم السماري في نهاية الندوة الدكتورَ سلامة النعيمات درعًا تكريميًّا على شرف مشاركته في أعمال الندوة.
وإلى جانب ذلك، فقد اخُتتمت أعمال الندوة بإلقاء مدير عام المركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي البيانَ الختامي، والتقاط صور تذكارية.
ويُذكر أنّه إلى جانب الأردن قدّمت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين والمستضيفة الممكلة العربية السعودية أوراقًا علميّةً خلال أعمال هذه الندوة.