الكاثوليكي يهنئ بإدراج السلط "مدينة التسامح" على لائحة التراث العالمي

 

هنأ المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بإدراج مدينة السلط "مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية" على قائمة التراث العالمي، من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، خلال دورتها الـ44 المعقودة افتراضيًا في الصين.

جاء ذلك في كلمة الاب الدكتور رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي، وعضو المجلس الوطني للسياحة، في افتتاح مؤتمر اتحاد الجمعيات الرهبانيّة في الأردن، الذي انطلق صباح اليوم في البحر الميت، بالتعاون مع الوكالة الالمانية للتعاون (GIZ)، وقال: بأنّنا كلنا فخر وسرور بهذا الإنجاز الأردنيّ كسادس موقع أردنيّ يُضاف إلى قائمة التراث العالمي. وأشار إلى أنّ إدراج هذه المدينة الحيويّة ضمن المواقع العالميّة لهو فخر واعتزاز، سيّما وأنها أخذت اسمًا عزيزًا على قلوبنا وهو أنها مدينة التسامح والمدينة الضيافة الحضارية.

وعلّق الاب بدر قائلاً بأنّ مدينة التسامح تعكس الصورة الأردنية ككلّ، وهو أنموذج للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين المتعاضدين في سرّاء هذا الوطن وضرائه، وفي كلّ الظروف التي عاشها الأردن على مدار العقود السابقة، مما يشكّل صورة حضاريّة نصّدرها للعالم أجمع مع بدء المئوية الجديدة. وأضاف بأنّ الضيافة الحضاريّة هي جزء من موروثنا الثقافي وتقاليدنا الأردنيّة التي لم يأكلها النسيان، ولم تندثر والحمد لله.

وأشار مدير المركز الكاثوليكي  إلى أنّ السلط قد شهدت في العام 1866 تأسيس أول رعيّة للبطريركيّة اللاتينية في شرق الأردن، وباكورة قصة التعاون والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد، من خلال المدرسة التي أشرفت عليها راهبات الورديّة، وهي إلى اليوم تعبّر من المدن الأردنيّة المميزة في التكافل والتعاضد التي تجميع عائلاتها على اختلاف منابتهم وأصولهم، وما العمارة المتميزة في السلط وبأنماطها الفريدة إلا علامة حضاريّة وإنسانيّة ساميّة قوامها أنّ الاختلاف لا يعني خلافا، إنما تعاون وانسجام وسلام وأخوة وعيش مشترك.

ونوّه بأن مدينة السلط هي أول مدينة ما زالت آهلة بالسكان تعتمد على قائمة التراث العالمي، بالاضافة الى المواقع الاردنية الخمس التي هي مواقع أثرية وتاريخية نعتز بها و يزورها السيّاح والحجاج من داخل الاردن الحبيب ومن مختلف أنحاء العالم. وأوضح بأنّ مدينة السلط الآن هي مؤهلة لكي تصبح على قائمة أيضًا السياحة العالميّة نظرًا للمكانة الكبيرة التي يكّنها العالم من خلال منظمة يونسكو العالميّة.

وشكر الأب بدر جميع الجهود المبذولة لإدراج مدينة السلط على لائحة التراث العالميّ، من بلدية وكافة الكوادر التي عملت ليل نهار من أجل الحصول على هذه السمة العالميّة. وقال بأنّ السلط لم تيأس أثناء عدم إدراجها في المرّة الماضيّة حيث أدرج موقع المغطس، وتمّ تأجيل النظر بمدينة السلط، فهبّ جميع القائمين عليها وعلى تراثها وسياحتها وثقافتها بأن يعودوا لتقديم الملف مرّة أخرى، وحصلوا والحمد لله على هذه النتيجة المشرّفة التي نعتز بها ونقدمها لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي ما فتىء يقدّم الأردن بصورة حضارية ولائقة وجهود دبلوماسية تضاف إلى الموروث الإنسانيّ والثقافيّ الذي يتمتع به هذا البلد العزيز.