العلّاق والحجايا يشعلان فضاء الأردنية بالشّعر والحبّ والأمنيات
منتدى الجامعة الأردنية الثقافي- في أمسية شعرية احتضنها منتدى الجامعة الأردنية الثقافي، ورعاها الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة رئيس الجامعة، عبر تقنية zoom، حلّق الشاعران: الأستاذ الدكتور علي جعفر العلاق، من العراق الشقيق، والدكتور عطا الله الحجايا من الأردن، في سماء الأردنية شعرا وحبا ووجدا، واحتفيا بالمكان والإنسان، وعبرا عن هموم وآمال وطموحات الإنسان العربي بالتحرر والسلام والعيش الكريم، قرأ العلاق نصوصا متنوعة من القديم والجديد.
ومن أجواء الأمسية قرأ العلاق من قصيدة "أيام آدم":
أمن ضوء تفاحة/ بدأ الكون؟/ أم بدأ الكون/ من ندم،/ عاصف/ في الضمير؟/ وكيف غدا آدم/ سيدا؟/ حينما اندلعت/ بين كفيه شمس/ الحصى؟/ حينما شاع في الريح/ عطر رجولته؟/ حينما جاءت امرأة/ جعلت/ من يديه/ إلهين.
ومن قصيدته "المجنون" نقرأ:
من تُرى/ أوصلك اليوم الى هذا المتاه؟/ لا خفاف الإبل الحمقاء قادتك إلى ليلى/ ولا هبت على معولك النائح/ أقمار المياه/ كيف أوغلت؟ حفرت البئر حتى/ بكت الإبرة، واشتد عليك الليل/ بالآهل،/ حتى بلغت حيرتك الكبرى/ مداها،/ فلماذا / يأسك الورّاف لم يبلغ مداه
الحجايا بدوره انتقل بالجمهور بين عذابات الوطن وما يقاسيه الإنسان من تراكمات تكاد تودي بما تبقى من إنسانيته، وبين الغزل والحياة والحب كأدوات لمحاربة الموت وفاعليته في الإنسان والكون، فملأ المكان بما هو مدهش وجميل؛ حيث يقول في قصيدته "غربة"
تعلّـــقتْ فيـــــه من خمسيــــن غربــتـُه ... فــــإن تشهّى فـراقَ الحزنِ لم يطقِ
شوك على الرّمل مذ داست طفولته ... ترابَها واستبــــدّ الـــــّرمل بـــالحـــدَقِ
يشـــكّل الطـّـــينَ بالأعــــوادِ يـــــَثْقـُـــبـُه ... فإنْ غـــــشاه بــــــها أقـــــرانُــــهُ يُفِــقِ
كــــانت بداوتُهُ أنْــــــقى خصــــــــــائــِلِه ... والانَ مع كثرةٍ في النّاسِ لم يَثـــِـقِ
وفي قصيدة أخرى حمل الحجايا الجمهور إلى عوالم من الخيال والإدهاشات والقلق، عائدًا بهم إلى طفولة حالمة غير ملوثة بما يحدث الآن من ترد وخنوع، يقول في قصيدة "شقاوات صغيرة":
يخجلني الشيبُ قليلا/ فأخفي شقاواتي الصغيرة/ كم أشتهي كالصغار/ أن أقفز فوق السور/ أمرجح أحلامي/ أسرق من "ليلى" الدناديش/ أشدّ ضفيرتها/ وأمضي كالشياطين الصغار/ إلى العش/ أبعثره/ فبيني وبين الحمامات/ ثأرٌ قديم/ منذ أن أورثنا الأوغاد صورتها/ بغصن مائل للشرق قليلا
مقدم الأمسية الأستاذ الدكتور حسن المجالي، قدّم نصوصا نثرية في تقديمه قاربت الشعر وأدهشت الجمهور، وتحدث بما يليق بقامتين شعريتين تحملان تجربة شعرية مكتملة، تعدّان من أعلام الشعر العربي الحديث. وبنَفَسه النقدي العميق استطاع المجالي أن يدخل الجمهور إلى جوانيات الشاعرين، ويجعل من الحالة الشعرية التي بثها الشاعران مكتملة ومتواصلة، فامتزج النثر الشعري الذي قدمه، مع ما قدمه الشاعران.
يُذكر أن ملتقى الجامعة الأردنية قد أخذ على عاتقه مهمة المحافظة على الحراك الثقافي في الجامعة من خلال ندوات أسبوعية تقدم بصورة دورية مهمتها المحافظة على ديمومة الفعل الثقافي وتنشيطه، المنتدى الذي يرأسه الدّكتور إسماعيل السعودي.