«تجمع قوافل الأدب والإبداع» يحتفي بتجربة الراحل زياد القاسم الروائية

احتفى تجمع قوافل الأدب والإبداع مساء الأول من أمس، بإقامة ندوة احتفالية بتجربة الروائي الراحل زياد القاسم في «بيت الثقافة والفنون» رعاها وشارك فيها رئيس مجلس إدارة الدستور الزميل الكاتب محمد داودية، وبمشاركة النقاد: د. نضال الشمالي، والروائي والشاعر أحمد أبو سليم، وإيمان النواس زوجة الراحل القاسم، وزياد السعودي رئيس تجمع الأدب والإبداع، والشعراء: زكريا الطردي، تيسير الشماسين، وريما البرغوثي، وأدار الاحتفالية المذيع والفنان القدير أسعد خليفة وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

واستهل الندوة داودية بكلمة حول الراحل القاسم قال فيها: اسعد الله مساءكم، شكرا لكم مشاركين وحضورا. وشكرا لبيت الثقافة والفنون ولسادنته الدكتورة هناء البواب، مشيرا بأن زياد قاسم نقش اسمَه على جدارية الأدب الأردني، وبات مُطاولا حين نعدّ روائيينا المبدعين، كتابٌ كثر تناولوا أعمالَ الفقيد زياد القاسم بالحفاوة والتحليل أبرزهم: إبراهيم خليل، نضال الشمالي، نزيه أبو نضال، خليل الشيخ، يوسف غيشان، بدر عبد الحق، شفيق النوباني، فخري صالح، محمد عبيد الله، مريم جبر، سليمان الأزرعي، شكري الماضي، ونبيل حداد.

وأضاف داودية: وتظل الأبرز من بين كل من كتبوا عن زياد، إيمان النواس، زوجتُه الباسلة التي أذابت قلبَها وسكبته في نصوصها الموسومة «موعدنا البحر»، و»موعدنا البحر» نصوصٌ تمور بالحياة والأمل والعذوبة، رغم ما فيها من مكابدة، كان جليا أنها أتعبت كاتبتها وأنهكتها، لقد كشفت نصوص إيمان الشفيفة، عن محاولات شجاعة لاستنبات أجنحةٍ والتحليق أو الفرار بها، من عالم لم يكن رفيقا ولا شفيقا، إلى عالم يحتفي بالشجعان أولي العزم، ولذلك نرى  إيمان وهي تؤنسنُ كلّ ما يقع تحت ناظريها: البحرَ والموجاتِ والياسمين والمطر والرمال، في مكافئ موضوعي لصلادة الواقع الفجائعي، الذي عزمت على الفكاك من أثقاله، في موعدها الذي ضربته على البحر مع زياد، مزجت إيمان الخاطرة بالشعر واللوحة التشكيلية والقصة الومضة والنص الحر، في محاولة شرهة لإيجاد ضالتها التعبيرية الملائمة.

تقول ايمان:»أيها البحر خذني اغسلني من ذكرياتي واجعلني أفيق». 

وختم قائلا: وفي آخر الأمر، نرى إلى هذه الكاتبة -الطفلة، تفيق وتغادر لثغة البدايات، كيف لسمكة صغيرة أن تجد نفسها في حضرة البحر؟! سؤال القلق الإنساني الذي يوشك أن يكون سؤال المرأة والمرأة العربية تحديدا، التي تتناهبها أسنّةُ التحديات والضغوطات والتمييز والانتهاكات وانعدام الرأفة، وآخر القول فإن إيمان أضفت على فقيدنا المرحوم زياد، وأضافت اليه. فنصوصها تلك سلال ياسمين تفرغها على ذكرى من تحب، و لا أقول ذكرى من أحبت.

إلى ذلك قدم د. نضال الشمالي وتحدث عن تجربة القاسم الروائية بايجابياتها وسلبياتها، حيث قسم منتجه الروائي إلى ثلاثة مراحل: التجربة الذاتية من روايته «مدير عام» وكما تحدث عن «أبناء القلعة» و»الزوبعة» التي اعتبرها روايات تاريخية فارقة في تاريخ الرواية الأردنية، ولم تجد الاهتمام المطلوب لأنها جاءت في وقت وظرف معقد، أشاد د. الشمالي بتجربته الروائية الغنية والمهمة في المشهد الروائي الأردني والعربي.

أما الروائي أبو سليم قدم قراءة نقدية لرواية القاسم «أبناء القلعة» وهي  جزء من دراسة عن الرواية الأردنية وعنوانها « البحث عن الذات والهوية».

فيما تحدثت زوجة الراحل الكاتبة إيمان النواس عن مسيرتها مع زوجها القاسم وعن حياتها معه وكيف كان زياد ينظر إلى الحياة بطريقة مختلفة؟ وكيف كان في نهاية حياته، كيف ترك عمان واستقر في سوريا إلا أن عمان بقيت تسكن فيه ويكتب عنها.

رئيس تجمع الأدب والإبداع الشاعر زياد السعودي تحدث عن قوافل الإبداع التي قامت بالعديد من الأنشطة مستذكرة الكتاب والأدباء الذي رحلوا عن الدنيا محتفين بتجاربهم، وهذا النشاط جاء تخليدا لذكرى الروائي الخالد زياد القاسم.

ومن ثم أقيمت أمسية شعرية بهذا المناسبة شارك فيها الشعراء: زكريا الطردي، تيسير الشماسين، وريما البرغوثي، حازت قراءتهم على إعجاب الحضور، واختتمت الاحتفالية بوصلة غنائية مع يزن أبو سليم وابنة الراحل زياد القام، وبعد ذلك تم تكريم المشاركين.