«بوح وطن» كتاب جديد للدكتور أحمد ذوقان الهنداوي
صدر حديثا عن مطابع الدستور التجارية، كتاب مقالات حمل عنوان:»بوح وطن» لمؤلفه الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي وزير الصناعة والتجارة الأسبق ، يقع في 256 صفحة من القطع الكبير.
وكتاب «بوح وطن» كما جاء على الغلاف الأخير: عنوان يرشح منه «بوح القلب» الذي استعا لنا سيرة الراحل رجل الدولة والوطن ذوقان الهنداوي، في مقالات أو خواطر أو ذكريات حملت رائحة زمن عتيق وسيرة غنية لقامة بحجم مؤلف كتاب «القضية الفلسطينية» الهنداوي الأكاديمي والوزير والنائب والمربي الإنسان، كمت ينقل لنا نجله الوزير الأسبق الأكاديمي أحمد الهنداوي هذه الطائف من الذكريات الموشاة بالريادة والأصالة وإدارك مسؤولية المرحلة واحتياجات الأردن وآفاقه في فترة غليان المد القومي في كل جزء من أجزاء هذا الوطن العربي الكبير.
وإذ يتوافر مؤلف هذا الكتاب أحمد الهنداوي على ما يؤهله لأن تسير معه في هذه الرحلة الماتعة، منطلقين من البو الأم»بوح القلب» إلى «أبواح» أخرى في السياسة والاقتصاد والتميز،فإن غنى وثراء يلمسه قارىء «بوح وطن»، الذي انفرد بشفافية الطرح ودقة المعلومة وتلطف الكاتب في تأتيها، وهو يطرح هموما وقضايا موضوعية توشت بتساؤلاته الإنسانية وقراءته المنهجية واستدلالاته الذكية في الموضوع قيد الطرح أو النقاش.
وفي»البوح السياسي» كان «الفساد» مُلحّاً كموضوعٍ للبوح يظلّ يحاصر النزاهة على أيدي مُدّعي هذه الفضيلة «النزاهة»؛ ولذلك، فإنّ «الإصلاح» أيضاً كان مفردةً وجيهةً في هذا السياق وتحدّياته أمام حالاتٍ من «الفصام» في القول والغنائيّة فقط مقابل العمل والتنفيذ والتطبيق، في مواضيع الفساد المالي والأخلاقي والإداري وكلّ صنوف الفساد التي تتولّد بلا شكٍّ عن فساد؛ لكنّ «الدُّستور» كان ضيفاً حاضراً دائماً لديّ في قراءة الحال؛ باعتباره مُحكّماً ومرجعاً تصير إليه الأمور في كلّ قضيّةٍ كان يتناولها البوح بشيءٍ من الاستفاضة أو الإيحاء في التناول والنقاش، لتظلّ القيادة الوطنيّة الحكيمة محليّاً وعربيّاً هي محلّ الرهان أمام كلّ هذه التحديات، التي كانت تدخل فيها موضوعات الجهويّة والعشائريّة والدّولة المدنيّة لتقتحم النقاش وتفرض نفسها على الحديث أو البوح. ولم تغب المنطقة العربية، بالطبع، عن البوح ولم تغب كذلك مخططات الغرب، بل لم يغب المأزق الذي وُضعت فيه الشعوب والدول العربيّة،.. عن بوحٍ كان محفوفاً بالصدق ويحمل استراتيجيّةً وقراءةً تبتغي أن يظلّ الأردن عزيزاً ومنيعاً لا تطاله السياسات أو المستجدات أو طوارئ القرار الدوليّ أو حتى العربي.
ولم يكن «البوح الاقتصاديّ» منعزلاً عن البَوْحينِ: السياسيّ والوطنيّ؛ إذ تظلّ المفردة الاقتصاديّة محلّ إصلاح ورهان وقراءة وإعادة قراءة وموضوعاً مهمّاً للتناول أو المعالجة، أمام قطاع مجتمعي شعبي مثقّف يدرك صعوبة الوضع ولكنّه ينوء بأحمال كثيرة في الوقت ذاته؛ ومن هنا، فقد كان هذا النوع من البوح شفيفاً بشفافية «الناس» وآمالهم وطموحاتهم، وكان من الضروريّ جداً أن يصاحبه الرأي العلمي الموضوعيّ الوجيه الذي يضع السبب والنتيجة في الميزان ويكاشف بمواطن الطموح والخلل، في مُعايَرةٍ أو مقايسة بدول ناجحة كالإمارات العربيّة المتحدة التي استطاعت أن تحقق نسباً مُذهلةً في موضوع «سهولة ممارسة الأعمال»، على سبيل المثال، الذي يُعدّه البنك الدولي بشكلٍ سنويٍّ للمستثمرين، ليقيِّموا من خلاله بيئة الأعمال تقييماً موضوعيّاً في 190 دولة في العالم.
إنّ معاينة الهموم الوطنيّة السياسيّة والاقتصاديّة هي جسرٌ حقيقيٌّ وصلبٌ لبلوغ النجاح والتميّز؛ إذ يحدونا الأمل دائماً نحو صناعة المستقبل والولوج إلى عالم النّجاح؛ وحديثنا عن التميّز حتماً يقودنا إلى المقارنة مع الناجح أو المتميّز، باعتبار الناجح قدوةً في التصميم والعزم والإنجاز وتجاوز المعيقات وتحقيق أعلى درجات التميّز في البيئة الاقتصاديّة والإداريّة العالميّة؛ ولذلك، فقد كان «بوح التميّز» يحمل تجربة دولة الإمارات العربيّة المتحدة في مفاصل تكنولوجيّة وإبداع قرائي ومبادرات رياديّة في الترجمة والنشر، تماماً كمبادرة صناعة المستقبل «إكس 10» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي المبادرة التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعيّة وإبداعيّة في مستوى الأداء الحكومي في دبي.
إن صدور هذا الكتاب لوزير الصناعة والتجارة الأسبق الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي إضافة نوعية للمكتبة الأردنية والعربية.