نشرت مجلة "توب سانتي" الفرنسية تقريرا دحضت فيه بعض الأفكار الخاطئة عن تسخين الطعام في الميكروويف.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الميكروويف أصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة العصرية، وهو جهاز يحوّل الكهرباء إلى موجات كهرومغناطيسية تُعرف بالموجات الدقيقة.
تستطيع هذه الموجات تحفيز الجزيئات في الطعام وتحويل الطاقة إلى حرارة، وتؤثر هذه الموجات الدقيقة بشكل أساسي على جزيئات الماء أثناء تسخين الدهون والسكريات.
لا يشكل الإشعاع الصادر من الميكروويف خطرا على الصحة، لكننا بحاجة إلى معرفة طريقة استخدام الجهاز بالشكل الصحيح لتجنب أي أضرار محتملة والحفاظ على العناصر الغذائية في الأطعمة التي نقوم بتسخينها.
ما هي الأخطار التي يشكلها الميكروويف على الصحة؟
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا داعي للخوف من إشعاعات الميكروويف عند التعامل مع هذا الجهاز بشكل صحيح. ينبغي استخدام مثل هذه الأجهزة وفقا لتعليمات الشركة المصنعة، والتي تعتبر آمنة للتدفئة وطهي مجموعة متنوعة من الأطعمة، مع اتخاذ بعض الاحتياطات.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هذه الأجهزة مصممة بطريقة تُبقي الإشعاعات داخل الفرن، ولا تصدر إلا عند التشغيل، لكن تلك الإشعاعات قد تتسرب إذا كان هناك عطل في الميكروويف، ويمكن أن يحدث ضرر الإشعاع الحراري فقط مع التعرض الطويل له عند مستويات عالية جدا.
هل يصبح الطعام مشعا؟
يعتقد البعض أن الطعام الذي يتم تسخينه في فرن الميكروويف يصبح مشعا، لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن هذا المفهوم خاطئ لأن إشعاعات الميكروويف لا تبقى في الطعام بعد إيقاف التشغيل.
ويوضح الخبراء في موقع "إيفري داي هيلث" أن هناك نوعين من الإشعاعات، مؤينة وغير مؤينة.
يعتبر الإشعاع المؤين خطيرا عند انبعاثه بمستويات عالية وقد يتسبب بتعديل الحمض النووي وإلحاق الضرر بالجسم، إلا أن الإشعاع غير المؤين الناتج عن الميكروويف ليس مضرا بالجسم.
ولا يعتبر الطهي في الميكروويف أمرا خطيرا لأنه أثناء الاستخدام العادي، نادرا ما تتجاوز درجة حرارة الطهي 100 درجة، وبالتالي فإن خطر ظهور المركبات المسببة للسرطان في الطعام سيكون محدودا، وأقل بكثير من مع وسائل الطهي الأخرى.
وتؤكد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن إشعاعات الميكروويف تتحول إلى حرارة عندما يمتصها الطعام ولا تجعل الطعام "مشعا" أو "ملوثا".
ما هو التأثير على المحتوى الغذائي للأطعمة؟
أثيرت العديد من النقاشات حول الجانب المتعلق بالمحتوى الغذائي عند استخدام الميكروويف. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الطعام المطبوخ في الميكروويف له نفس القيمة الغذائية مثل الطعام المطبوخ في الفرن العادي.
لكن الفرق هو أن إشعاعات الميكروويف تتغلغل بشكل أعمق في الطعام مما يقلل الوقت المستغرق لتسخينه.
تتحلل بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامين سي، عند تعرضها للحرارة سواء من أفران الميكروويف أو الأفران التقليدية. لكن بما أن الميكروويف يطهو الطعام بشكل أسرع، فقد اتضح أنه يحافظ على قدر كبير الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى.
ويوصى بتجنب الإفراط في طهي الأطعمة في الميكروويف لأنه قد يفقد في تلك الحالة فوائده الغذائية.
ماذا عن تدفئة الطعام في عبوات بلاستيكية؟
غالبا ما نضع الطعام داخل الميكروويف في عبوات بلاستيكية، وقد تتسرب بعض الجزيئات، مثل الفثالات، إلى الطعام عند ارتفاع درجات الحرارة.
يمكن أن تسبب الفثالات اضطرابات هرمونية وأيضية، ومن الأفضل استخدام مواد أخرى في التسخين مثل السيراميك.