نشرت مجلة "ماري كلير" في نسختها الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية تراجع قدرات الدماغ خلال موسم الشتاء، وهي فرضية أثبتت صحتها العديد من الدراسات العلمية.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محبي فصل الشتاء يدعون أن البرد من العوامل المعززة للطاقة بالنسبة لهم، لكن لعلماء النفس رأي مخالف.
أظهرت الدراسات أن القدرة على أداء المهام المعرفية، مثل اتخاذ القرارات والحفاظ على اليقظة الذهنية وتذكر المعلومات المهمة، تتدهور عند التعرض لدرجات الحرارة القصوى. في المقابل، توصل باحثون في جامعة بيدفوردشير البريطانية إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على القدرة على إنجاز المهام الصعبة فقط، في حين أن درجات الحرارة المنخفضة تقلل من القدرة على أداء المهام البسيطة والصعبة على حد سواء.
وأشارت المجلة إلى دراسة أخرى أجرتها جامعة ولاية كينت الأمريكية، توصلت إلى أن أداء الذاكرة ووقت رد الفعل ومهارات إدارة الوقت تراجعت لدى المشاركين عند انخفاض درجات الحرارة، بينما ظلت بقية مهاراتهم على حالها.
يعتبر حكام كرة القدم أكثر فئة استهدفتها الدراسة، وذلك بالنظر إلى مدى تأثر قدراتهم العقلية بالبرد والحرارة. وفي الواقع، يتعين على حكام كرة القدم المحترفين السفر لتسيير المباريات في دول تكون فيها درجات الحرارة خمس درجات تحت الصفر مثل النرويج، و30 درجة مئوية وأكثر مثل إسبانيا، واتخاذ ما بين ثلاثة وأربعة قرارات كل دقيقة تكون سريعة وعادلة ودقيقة.
ونقلت المجلة عن الباحثة نادية جاوا من جامعة لندن ساوث بانك أن أداء الذاكرة ومستوى الانتباه لدى الحكام يشهد تغيرا طفيفًا في درجات الحرارة المرتفعة، بينما تتدهور قدراتهم المعرفية بشكل كبير في الطقس شديد البرودة.
وقد تبين أن البرودة لا تؤثر على وظائف المخ فقط، بل على الحالة النفسية أيضا. وقد لاحظ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب عاطفي موسمي أن انخفاض درجات الحرارة يعكر المزاج.
بالتعاون مع زملائه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، قام الباحث لورنس بالينكاس، المتخصص في دراسة التأقلم النفسي مع البيئات القصوى، بقياس التغيرات المزاجية لدى 121 عالمًا قضوا الشتاء في القارة القطبية الجنوبية.
وذكرت المجلة أن الحالة المزاجية لدى المشاركين تدهورت بمرور الوقت هذا إلى جانب الإصابة باضطراب النوم وضعف القدرة الإدراكية وزيادة التوتر. وتشير النتائج إلى أن درجات الحرارة المنخفضة تؤثر سلبًا على الحالة المزاجية، التي تضاف إلى عوامل أخرى مثل المساحات الضيقة والظلام.
تجنبًا للآثار السلبية لانخفاض درجات الحرارة، تنصح المجلة بارتداء ملابس من أقمشة تساعد على تدفئة الجسم واستهلاك المشروبات الساخنة وتناول الوجبات التي تعزز طاقة الجسم، واعتماد تقنيات العلاج السلوكي المعرفي للتخلص من الأفكار السلبية. كما ينصح بضبط النفس والانتباه إلى ردات الفعل.
وأشارت المجلة إلى أهمية الاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، وتعلم كيفية العناية بالشعر والبشرة في الطقس البارد وإيلاء اهتمام خاص للتغذية، التي تشكل أساس الجمال والحفاظ على الصحة في الشتاء.