أثارت دراسة حول تأثير تناول الأم الحامل للقهوة ومادة الكافيين بشكل عام، جدلا حول مدي تأثير ذلك على تكوين الجنين وحجمه وصحته، حيث هناك من رأى أن تناول هذه المادة يقلل من إمداد الجنين بالدم وبالتالي التأثير على نموه، فيما رأى البعض الآخر أنه يمكن للأم تناول 200 مليجرام من القهوة، وهذا لا يشكل خطراً على صحة جنينها ما لم تتجاوز هذه الكمية .
وكان عدد من الخبراء حذروا من تناول القهوة والأطعمة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين أثناء الحمل، مشيرين إلى تأثير الكافيين على الحمل وقدموا توصيات بشأن ما هو آمن للاستهلاك.
جاء ذلك في دراسة نشرت مؤخرا، حيث لاحظ الباحثون أن الكافيين قد يتسبب في انقباض الأوعية الدموية في الرحم والمشيمة، ما قد يقلل من إمداد الجنين بالدم، وبالتالي يؤثر على نموه، أيضا أشاروا إلى أن الكافيين قد يغير استجابة الطفل للتوتر ويعوّق نمو الأعضاء.
وفي دراسة أخرى أجريت عام 2021، قالت أن المشاركات الحوامل اللائي تناولن ما يعادل نصف كوب من القهوة يوميا، 50 ملغ/ يوم، كان لديهن أطفال أصغر قليلا من أولئك الذين لم يتناولن أي كافيين.
وهذه النتائج مهمة لأن الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة قد يواجهون صعوبة في مقاومة العدوى وزيادة خطر حدوث مضاعفات مثل الاضطرابات العصبية ومشاكل التنفس.
وفي سياق تعليقه أكد طبيب النساء والولادة، حسين محمود، صحة ما جاء بالدراسة لافتا إلى أن الجنين في مراحل تكونه يكون حساسا جدا ويتأثر بأي شيء، سواء مادة الكافيين أو غيرها من أدوية معينة أو أطعمة وخلافه من أشياء يكون لها مردود سيء على صحة الأم بشكل عام، أو مردود على سلامة الجنين وتكوينه بشكل خاص .
وأضاف لـ"عربي لايت" أن الجرعات المنخفضة من الكافيين تضر الجنين بشكل مباشر ، لافتا إلى أن تناول الكافيين بشكل عام قد ينتج عنه حجم أصغر للطفل قليلا عند الولادة، قياسا للحالات التي لم تتناول فيها الأم الكافيين .
و في المقابل قالت جيسيكا شيبرد، طبيبة أمراض النساء والتوليد ومديرة طب النساء في جامعة إلينوي في شيكاغو: "إن شرب أقل من 200 ملغ آمن إذا كانت المرأة الحامل قادرة على تحمل القهوة، ما يعني أنها لا تسبب الغثيان أو المرض في البداية".
وأضافت جيسيكا في تصريحات صحفية: "تحتوي بعض أنواع الشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة أيضا على مادة الكافيين، ولكن ليس بقدر القهو، لافتة إلى أنه يمكن أن تختلف كمية الكافيين في الشاي بشكل كبير اعتمادا على نوعه وأصله وحتى المدة التي تستغرقها في تناوله".