أكدت دراسة حديثة أن هناك الكثير من الأشخاص يشعرون بعدم الارتياح أثناء الدراسة أو المطالعة عبر الهاتف أو الجهاز اللوحي، مقارنة بالدراسة أو المطالعة من الكتب الورقية.
وقالت الدراسة التي أجريت بكلية الطب بجامعة شوا في طوكيو باليابان، إن الأمر يتعلق بالشعور بالتركيز بشكل أكبر أثناء القراءة من الكتب لأن الإنسان يميل إلى "التنهد" أكثر خلال هذه العملية.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في دورية Nature Journal Scientific Reports، نشاطا زائدا في قشرة الفص الجبهي عندما يقرأ الناس باستخدام هاتف ذكي مما يضر بفهمهم للمادة المقروءة ويُعتقد أن هذا ناتج عن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة.
وقال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور موتو اسو هونما من كلية الطب بجامعة شوا: "نعتقد أن التنفس العميق التنهد يثبط نشاط الدماغ المفرط وكان له تأثير إيجابي على الذاكرة وفهم القراءة".
مضيفا: "عندما قمنا بقياس التنفس والنشاط الدماغي لـ 34 شخصا أثناء القراءة على الورق والهواتف الذكية، وجدنا أن الناس تنهدوا بنسبة 45 في المائة أقل عند القراءة من هاتف ذكي، وعندما سئلوا لاحقا أسئلة حول المقاطع، كانت درجاتهم في المتوسط أقل بنسبة 17 في المائة".
وأظهر التحليل اختلافات في نشاط الدماغ في قشرة الفص الجبهي، وهي الجزء المسؤول في الدماغ عن الوظائف عالية المستوى مثل التفكير.
وفي سياق تعليقه على هذه الدراسة قال خبير الصحة مصطفى جاويش إن هناك مشكلة تكمن في انبعاث الأشعة الزرقاء من تلك الشاشات، وهذه الأشعة تؤدي إلى التفاعل السلبي وتسبب الإجهاد وتقلل من الانتباه.
وتابع: "بالتالي يقل التركيز نسبيا عن القراءة من الكتب الورقية، كما تقوم بإعاقة عملية التعلم، وتؤثر سلبا على سير التيارات العصبية في مناطق المخ المسؤولة عن الحالة النفسية فتسبب الشعور التوتر والكآبة والعزلة".
وحول ما توصلت إليه الدراسة بأن نشاطا زائدا في قشرة الفص الجبهي عندما يقرأ الناس باستخدام هاتف ذكي يضر بفهمهم للمادة المقروءة، أكد جاويش لـ"عربي21 لايت" على أن الفص الجبهي يلعب دورًا أساسيًا في التخطيط للمستقبل مثل الإدارة الذاتية وصنع القرارات، بالإضافة إلى دوره في الوظائف اليومية والذاكرة، ومسؤوليته عن عدد من القدرات، منها القدرات اللغوية والمكانية يساعد الفص الجبهي على تصنيف الكائنات وتمييزها، وهو ما يجعله يتأثر أكثر حال القراءة من الهاتف الذكي.