قام باحثون من جامعة شرق الصين العادية وكلية طب ويك فورست، الولايات المتحدة، بالتحقيق في كيفية تشكيل توقعاتنا لتجاربنا الذاتية. وبعبارات أبسط، دور التوقعات في تعديل استجابة دماغنا للألم.
ويمكن للتوقعات الإيجابية أن تعزز استمتاعنا بالتجارب الإيجابية، في حين يمكن للتوقعات السلبية أن تضخم الانزعاج أو الألم.
وكتب الباحثون في الدراسة: "تشكل التوقعات إدراكنا، وتؤثر بشكل عميق على كيفية تفسيرنا للعالم. إن التوقعات الإيجابية بشأن المحفزات الحسية يمكن أن تخفف من الضيق وتقلل من الألم (على سبيل المثال، تأثير الدواء الوهمي)، في حين أن التوقعات السلبية قد تزيد من القلق وتفاقم الألم (على سبيل المثال، تأثير الإدمان السلبي)".
وقامت الدراسة بتجنيد 47 مشاركا، 24 منهم يحبون الأطعمة الحارة و22 لا يحبونها.
وأثناء خضوعهم لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، تذوق المشاركون صلصة حارة وأكملوا المهام.
وقام الباحثون بتقييم ردود الفعل العصبية والسلوكية للمشاركين تجاه طعم الصلصة الحارة.
وأضاءت أجزاء من الدماغ مرتبطة بالمتعة ومعالجة المعلومات وتأثير الدواء الوهمي، لدى الأشخاص الذين قالوا إنهم يحبون الأطعمة الحارة والتوابل، وفي كثير من الحالات، كلما كانت التوابل أكثر سخونة، زادت شدة المتعة.
وشملت مناطق الدماغ القشرة الجزيرية، والقشرة الجبهية الأمامية الظهرية، والقشرة الحزامية الأمامية الظهرية.
ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة لأدمغة أولئك الذين لا يحبون التوابل الحارة، حيث أضاءت مراكز الألم لديهم عندما تناولوا الصلصة الحارة في التجارب. وزادت تجربة الألم بشكل كبير عندما علم المشارك أنه سيحصل على الصلصة الأكثر حرا.
وبذلك، عملت التوقعات السلبية على تنشيط المناطق المرتبطة بالألم والعواطف، حيث قللت من المتعة وزادت من النشاط العصبي في شبكة توقيع الألم العصبي.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة يي لوه، من كلية علم النفس والعلوم المعرفية بجامعة شرق الصين العادية في شنغهاي: "لقد فوجئت بمدى قوة التوقعات السلبية في تضخيم استجابة الدماغ للألم، على الرغم من أن الحافز كان هو نفسه. وهذا يسلط الضوء على كيف يمكن لتوقعنا للانزعاج أن يكثف بشكل كبير تجربة الألم".
وتوضح هذه النتائج التأثير القوي لتوقعاتنا على كيفية إدراكنا للعالم وتجربته. وتشير إلى أن التوقعات الإيجابية والسلبية لها تأثيرات مميزة على أدمغتنا.
نُشرت النتائج في مجلة PLOS Biology.